في هذا الشهر الكريم , شهر التسابق المحموم بين المسلمين على طاعة الله , والتركيزالمضاعف على اتباع أمره , واجتناب نهيه بالابتعاد عن المنكرات والمعاصي , والالحاح عليه سبحان في طلب المغفره , نجد أن هناك هتك وتجرأ يرتكب في حق المسلمين من خلال الاساءه الى فضلاءهم ورموزهم الساميه , ودوما مايحدث ذلك في رمضان خاصة دون غيره , حيث يساء الى الصحابة الكرام , وتشوه صورهم , من خلال مايعرض على الفضائيات التي يتسمرعندها الناس طيلة ليالي الشهر أكثر من غيره . انه لمنظر يثير الاشمئزاز, ويبعث على الغيرة, أن ترى صحابيا جليلا وصلنا من أخباره في السير أفضل الأوصاف, وأعجب ماسمع عن الاخلاص لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين , وفي ذكر سيرته العطره سيرته مايشحن همة المسلم ويقوي عزائمه , ثم يوجه اليك مجسدا باسمه وأفعاله والشكل المصطنع الذي رسم فيه , عن طريق رجل نصرانيا لا ينطق بلا اله الا الله محمد رسول الله , ولايعرف من الاسلام سوى اسمه , وقد يكون ذلك الممثل من أكبر المغالين في كره الاسلام و كره من ينتمي اليه , فكيف يسمح له بأن يمس مقدساتنا ورموزنا التي لم يبقى لنا في هذا العصر مجدا يذكر, أوعزا يتباهى به , سوى ماقدموا لنا أو ماقامو به من بطولات وأمجاد أبهرت العالم من أقصاه لأقصاه حينما ضربوا أروع الأمثله في التفاني والتضحيات. والمسأله هنا لم تقف على نصرانيا تبوأ شخصية خالد بن الوليد أو القعقاع بن عمرو أوغيرهما من الصحب الكرام , بل ان هناك أخطاء من نوع آخر ترتكب في حق الدين والنشأ والعامه ,منها أخطاء في تلاوة الآيات من قبل هؤلاء الممثلين, وأخطاء في بعض الأوامر التي أمر ديننا بتجنبها كاظهار الصحابه وهم يأكلون باليد اليسرى , هذا كله أمام المشاهدين , اللذين منهم قصر وجهلة تنطلي عليهم تلك الافعال التي تتناقض مع ماعلموا وعرفوا من كريم الصفات والشمائل عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم . أضف الى ذلك أمرا خطير آخر, ألا وهو تلويث صورة وشخصية ذلك القدوه في مخيلة المسلم , حيث أن شخصية وشكل الصحابي تتحول عند المشاهد الى شخصية ذلك الممثل النصراني الذي شاهده وعاش وتفاعل معه طوال الحلقات , فتترسخ في مخيلته سنوات طويله لاتنفك عنها , فتجد أنه كلما ذكر عنده ذلك الصحابي الجليل انحرف ذهنه الى ذاك الممثل الذي رأى في المسلسل فيورث هذا التصور تهاونا , وربماعدم مبالاة وبرود , أو حتى كره لذلك الصحابي أحيانا من داخل نفسه من دون أن يعي ذلك . لأنه أي المشاهد قد يكون رأى ذلك الممثل في مسلسل آخر فيما بعد , وفي شخصية أخرى لم تعجبه أو كرهها , وقد ترسخ في عقله الباطن أن ذاك الممثل هو ذاك الصحابي الجليل , فحينما يأتي ذكر الصحابي يرد بخاطره الممثل فتتطابق الصورتان فينفر منه, وفي تلك الحاله تكون تشوهت صورة الصحابي عنده , كما ان مشاهدة تلك المسلسلات فقد المسلم لذة الخيال الصافي النقي الذي يعيش في ذكراه عن الصحابة بسبب هذا التشويه الذي لوث خياله . ان هذا الأمر ليس وليد هذه السنه , أقصد موجة تشويه صور الصحابه والرموزالاسلاميه الكبيره , فقبل سنتين أوثلاث عرض مسلسل عن الخليفة العباسي الكبيرهارون الرشيد والذي عرف عنه أنه يحج سنة ويغزو سنه , فأظهربأنه سكيرا, يسهر الليالي في وسط الغواني والندماء , ويستمع الى الغناء,وقد خيل الى من رآه بأنه عربيد من سفهاء المسلمين , مما حدا بأحفاده بأن يرفعوا قضية على القناة ومنتج العمل , احتجاجا على اظهاره بهذه الصورة القبيحه ,! ان القناة التي تعرض المسلسل المسيئ للصحابه هذه الأيام هي نفس القناة التي عرضت مسلسل هارون الرشيد من قبل , وهي للأسف قناة محسوبة علينا , يظهر بها بعض مشايخنا , وقد زكاها أحدهم بقوله في مقابلة له فيها بأنه لايمنع أبناءه من رؤيتها ومشاهدة برامجها , مما فتح الباب أمام الناس فعل فعله اقتداء به , فهل هذه مجاملة منه لتلك القناة ,! والسؤال الكبير هنا , ماهذا السكوت المريب من قبل المشايخ والاعلاميين اللذين يحملون الغيرة على دينهم , أليس هناك من يحتج أوينتقد أويستنكر تلك المؤامرات التي تمس جوهرنا , ثم أين هؤلاء المشايخ اللذين يظهرون في تلك القناة وغيرها ممن تسوق لتلك الأعمال , لماذا لم نسمع أحدا منهم يتعرض للأمر بالنصح والانكار والتحذير من المس بتلك المقدسات , أليس غرضهم الاصلاح حينما ظهروا على تلك الشاشت , وكيف صمتوا عن تلك الممارسات وهم من أقرب المقربين منها , بل ومن المحسوبين عليها . وهل من الصواب ترك تلك القناة وغيرها سنة بعد سنة وفي شهر رمضان لتعرض على المسلمين ماتشاء مما يشوه صور رموزهم ويهين مقدساتهم. ان الصحابة الكرام هم من أكرمهم الله سبحانه بالتعلم على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والنهل من نبعه الصافي , وهم من طبق الدين بحذافيره من دون تحريف أو زياده ومن ثم نقله لنا بكل اخلاص , وهم من حملو الدين على اكتافهم الى خارج الجزيرة العربيه الى سائر اصقاع الارض لتبليغه وايصاله للناس, فهل بعد هذا كله يكون هذا جزاءهم وجزاء تضحياتهم , بألانسمع صوت انكار على من يشوه صورهم من بيننا ,! تركي الربيش. [email protected]