رمضان القادم بلغنا الله إياه وإياكم يمثل لكل منا رقما معينا فبعضا صام رمضان خمسين مرة والبعض منا عشر وعشرين مرة ونتفاوت في ذلك ، ويتفاوت أيضا من صامه و قامه إيمانا واحتسابا ومن صامه صياما أشبه بالرجيم فيمتنع عن الأكل والشرب ويزداد تولعا برؤية المسلسلات والتي تزني عينه فيها عشرات المرات في كل حلقة حيث أن كل مشهد له نصيبه من زنى العين . قال تعالى( انَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا))[الإسراء:36] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا ، أدرك ذلك لا محالة ، فزنا العين النظر ، وزنا اللسان المنطق ، والنفس تتمنى وتشتهي ، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه ) وقال وكيع بن الجراح -رحمه الله-: خرجنا مع سفيان الثوري في يوم عيد فقال: \"إن أول ما نبدأ به في يومنا غَضُّ أبصارنا\". وقال قال أبو الحسين الوراق \"من حفظ بصره أورثه الله نوراً في بصيرته\". ولعل أكثر ما يجرح الصيام أن لم يبطله هو بلاء هذا العصر من سفور النساء وظهورهم في القنوات وتطبيع هذا الأمر حتى صار أمرا ليس غريبا، بالإضافة إلى الأرقام الفلكية لعدد المغنين. مع العلم أن هذا السفور لم يكن موجداً في جميع العصور كما هو الآن فجميع الحضارات السابقة لم تعرف هذا السفور ولعل من يقرأ حول تاريخ الحجاب يجد أن هذا السفور مستحدثا . ومن يقرأ أيضا يجد أن عهد خلع الحجاب على مستوى العرب هو على يد هدى الشعراوي قبل 80 عاما حيث تعتبر أول سيدة مصرية تخلع الحجاب وتبعها منهم على جرف هار. أخيراً : بما أن رمضان لا يتكرر في عمر الإنسان إلا يسيرا فمن الفطنة أن نستغل كل رمضان ندركه فيما يقربنا من جنته سبحانه ويبعدنا عن ناره . عن طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه -: أن رجلين من بلي قدما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان إسلامهما جميعاً، فكان أحدهما أشد اجتهاداً من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي، قال طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة، فَأَذِن للذي توفي الآخِر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إلي فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يحدث به الناس فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحدثوه الحديث فقال: \"من أي ذلك تعجبون\" فقالوا: يا رسول الله، هذا كان أشد الرجلين اجتهاداً ثم استشهد، ودخل هذا الآخر الجنة قبله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - \"أليس قد مكث هذا بعده سنة\" قالوا: بلى، قال: \"وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة\" قالوا: بلى، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \"فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض\" رواه ابن ماجه في سننه وصححه الألباني محمد آل مشوط كاتب صحفي