انبثق وليدُ هذا الشهرٍ الكريم، مُرحِباً بالقادِمُ الحبيب ، والضيفِ العزيز على قُلوبنا وقُلوبِ المسلمين ، جاء بطيبِ الأنفاس ، وبمحبةِ الناس ، فيه يصومُ الكبيرُ والصغير ، ويفرحُ الجميعُ ببلوغِهِ ؛ لأن إدراكَهُ نعمةٌ عظيمةٌ لمن استشعرَ ذلك ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا كانت أوّلُ ليلة مِن رمضان صُفّدت الشياطين ومردة الجن، وغلِّقت أبوابُ النار فلم يفتَح منها باب، وفتِّحت أبواب الجنة فلم يُغلَق منها باب، ونادى منادٍ: يا باغي الخير أقبل، و يا باغيَ الشرّ أقصِر، ولله عتقاء من النّار، وذلك كلَّ ليلة)) أخرجه ابن ماجه ومع نسماتِ الخيرِ في رمضَان ترى المسلم مقبلا على الطاعات؛ فبين مُرتلٍ للقُرآن ، ومستغفرٍ بالأسحار، ومُصل بالليل والناسُ نيام . شهرٌ تتنزلُ فيه الرحمَات ، وتتوالى النفحات ، فمن صامَ رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر لهُ ما تقدمَ من ذنبِه ، فيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألفِ شهرٍ ، تتنزل الملائِكةُ والروحُ فيها ، وأي فضلٍ أكثرُ من هذا ؟ فاجعل يا رعاك الله من رمضان هذا العام بداية انطلاقةً للتغيير ، وميداناً للتنافُسِ والتجديد ، فغيرُك تمنى أن يعيش هذا اليوم : كم كُنتَ تعرِفُ ممن صَامَ في سَلفٍ *** من بينِ أهلٍ وجيرانٍ وإخوانٍ أفناهُمُ الموتُ واستبْقَاكَ بَعدَهُمُ *** حياً فما أقربَ القاصِي من الدانِي اللهم سلمنا إلى رمضان ، وسلم لنا رمضان ، وتسلمه منا متقبلاً ، وأعنا فيه على الصيام والقيام، واجعلنا فيه من المقبولين *ومضة كان رجلان من بلي من قضاعة أسلما على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستشهد أحدهما وأُخِر الآخر سنة . فقال طلحة بن عبيد الله : فرأيت المؤخر منهما ادخل الجنة قبل الشهيد فتعجبت لذلك فأصبحت فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - أو ذُكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم فقال : (أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة وكذا ركعة صلاة سنة ) رواه أحمد أمل عبدالله القضيبي -الرياض