عندما تسمع بقصص الكرم والشهامة وصنائع المعروف بتراثنا العربي تجدها حاضرة في مشرق الأرض في شخصية رجل رزقه الله الوسامة والبشاشة في الوجه والصدق في المعاملة والمبادرة في الفضائل والعمل بحب وشوق للانجاز عندما تقابله وتعتقد انك تسأله عن حاله فلا تعلم إلا وأنت تخبره بأحوالك لأنك تشعر حينها بأنك تتحدث إلى قلب مفتوح يمكنك أن تضع فيه مشاعرك وشعورك وأفكارك ويجيبك ذلك القلب الكبير بصدق وسريه بكل ماتسئل عنه وتتطلبه .. هذا القلب ينبض دوما بقيم وأخلاق تنساب وتتسلسل إلى عروق الآخرين وتتمركز في قلوبهم وهم لا يشعرون.. وهبه الله سحر اللفظ والكلمة والصدق في المعاملة والأخلاق الراقية والفاضلة .. لا يمكن للإنسان أن يرد قطرات الدم المتناثرة على الأرض من الجرح المغمور فكذلك ذلك الرجل لا يمكن أن تستطيع رد جمائله مهما فكرت فهو لا يقاس بثمن بل بالفعل بعض الرجال عملة نادرة فكيف وان تجد ذلك الرجل في قلب الصين وهو في قلب كل رجل سعودي وعربي .. أبو ناصر .. موظف سعودي في سفارة خادم الحرمين الشريفين في جمهورية الصين الشعبية وللأسف فقد انتهت فتره تكليفه وسيعود للملكة مثل غيرة من أبناء المملكة الذين يعملون خارج المملكة ولكن هذا الرجل ترك أثرا بالغا اثر في نفس كل من قابله وعرفه على مدار السنوات التي عمل بها .. حتى على الصينيين أنفسهم كونه يجيد الحديث بلغتهم وكان جامعة متنقلة في الأخلاق والقيم الفاضلة ..وحتى على الصغار فذلك طفل ذو العشر سنوات عندما علم برحيله يقول(حسافة أبو ناصر ) كان مدرسة في التعامل والرقي .. يجمع ولا يفرق .. استطاع أن يجمع السعوديين من موظفين وطلاب وأولادهم في كل ليلة سبت منذ سنوات عدة وكأنه الأب الروحي للأطفال الصغار والأخ الشقيق للجميع .. في عز الشتاء القارس وفي منتصف الليل لا تستغرب أن يرد عليك ويبادر في القدوم إليك .. عندما تحتاج من يقف معك .. فكان هو أول رجل يتبادر إلى ذهن الجميع .. ويقف معك وقفة الأخ الكبير والصديق العزيز ليس مجاملة أو رياء وسمعه بل أفعاله تخرج من القلب وما يخرج من القلب يصل للقلب .. شخص يمنحك الثقة بوجوده بجانبك لا لشي إلا انه لا يعيد تكرار المشكلة بل يبحث ويوجد الحلول مباشره .. يمنحك الثقة لأنه يختصر المسافات بعلاقاته الطيبة .. وقد استفاد وتعلم منه الكثير من أبناء المملكة في الصين فقد تعلمنا منه أن سنوات الخبرة ليست سنة واحده تتكرر عده سنوات بل كل أسبوع تستطيع أن تكسب خبرة جديدة بوجود شخصية مثل أبو ناصر تجتمع معها نهاية كل أسبوع .. تعلمنا منه انه عندما يحصل الإنسان على إحدى الشهادات العليا او يحصل على ترقيات وظيفية ويكون له لقب جديد فهو من يكسب هذه الألقاب مجدا . تعلمنا منه أن الصين بلد يمكنك أن تراه من عده أوجه ويجبرك على أن ترى الوجه الجميل فيها وتستمتع بيومك وتسعد اهلك وزملائك بهذا الجمال .. تعلمنا منه ان الصغير له حقوق لا تقل عن حقوق الكبير في الغربة وهو قائد وليس متبوع وبذلك تستطيع بنهاية كل عام أن تفكر بماذا كان يهتم هؤلاء الصغار ومن كان يجمعهم ومن الشخص الذي يحبون .؟ تعلمنا منه أن الوقت له ثمن وان الدقيقة قد تكلفك أسبوع كاملا .. وهذا مايحصل عند الساعة العاشرة من كل مساء جمعه .. تعلمنا منه أن الكرم فطره وجبله وان الرجال معادن وان الوداع كلمه سهله لكن هناك من لا تستطيع وداعه لا لشي إلا لأنك تودع نفسك .. لأنه أصبح جزء من شعورك في الصين .. فكيف ستكون الصين بعده في نظر الكثيرين .. الجميع ودعه ومازال للوداع بقية ولكن وداع الحي اشد من وداع الميت .. لأنك تريد أن تودع بشعور والمشكلة انك لاتستطيع أن تحول الشعور إلى سلوك وخصوصا إذا كان السلوك الوداعي الذي تفكر به اقل بكثير من قدر ومكانة هذا الرجل .. فذود النوق لا يكفي لقامة ابوناصر .. والسيارات الفارهة لايقاس بها قدر هذا الجبل الشامخ .. ولا نملك إلا الدعاء له بان يديم الله عليه نعمة ويرزقه أين ما توجه واتجه وان يجعل مكانه في أعلى الجنان انه سميع مجيب .. وليعلم أنني واحد من ضمن الكثيرين الذين نشهد له بأنه رمز من رموز السعوديين والعرب الذين مروا على الصين .. والناس شهداء الله في أرضه .. أخوكم.. معاذ العامر بكين . الصين