أنتَ لأنك أبيض تتزوج بمن تريد ومن أي جنسية تقوم فوراً بعد زواجك بمنح زوجتك الجنسية السعودية فهي أم أطفالك بالطبع، وهي شريكتك في الحياة، وتسعى جاهداً لتأمين حياتها ومستقبلها بكل الطرق الممكنة بل وتجلب أهلها وعشيرتها وإخوانها وأقرباءها وربما عمدة البلد أيضاً ولا تعتبر كل ما سبق (طمعاً في جنسيتك) ولا طمعاً في أموالك ولا صبرها من أجل سواد عيونك ولا تقوم الدنيا على زواجك ولا ينتقدك القريب ولا البعيد فأنت أبيض هل تعرف ما معنى أبيض؟! أنتِ لأنك سوداء، تقوم الدنيا ولا تقعد لمجرد مناقشة تسهيلات زواجك بغير السعودي لأنه في غير مصلحة الوطن؟! حتى لو رغبتِ أنت في الزواج منه ويشكك أعضاء في مجلس الشورى السعودي في (أطماعه بك) وأن رغبته في الزواج منك (ليس من أجل سواد عيونك) بل من أجل الجنسية، على رغم أنك لا تمنحين الجنسية لأحد، حتى أطفالك لا يأخذونها وتمنحينهم الإقامة في بلدك بمهنة خادمة أو سائق فكيف ستمنحينها لزوجك؟ أنتَ ولأنك أبيض، تتزوج بمن تشاء وتطلق وقتما تشاء وتختار من تشاء وترفض من تشاء وقتما تشاء مجتمعك يمنحك تسهيلات جمّة فقط لأنك أبيض، لذلك حقوقك محفوظة وتستطيع التشكيك في نسب ابن أو بنت من أبنائك وتتركه بلا إثبات ولا أوراق ولا تتمكن أكبر محكمة من إجبارك على الخضوع لاختبار الDNA وتترك طليقتك موصومة في شرفها وتمضي.. ولم لا فأنت أبيض؟! أنتِ ولأنك سوداء، لا تتزوجين بمن تشائين كونك ناقصة عقل ودين ومهما بلغ عمرك أو مركزك أو علمك أو مؤهلاتك أو خبرتك كل ما سبق لا يمنحك حق اختيار الزوج الشريك (تحتاجين دوماً إلى اختيارات وعقل الأبيض وهو أدرى منك بمصلحتك) لذلك يختار من يشاء ويزوجك به مهما كان عمرك وربما من دون إذنك، وربما استولى على مهرك وشبكتك وعندما ترفضين الزواج بمن اختاره يطالبك أنتِ بأن تخلعي نفسك منه وعليك دفع المهر الذي لم تستلميه، ورد الشبكة التي لم ترتديها وإذا لم تفعلي فيتم سجنك حتى تدفعي حق حريتك من رجل لم تختاري الزواج منه وربما تُركتِ في السجن حتى تدفع عنك جهة خيرية، أما من تسبب في كل ما سبق فلا أحد يدينه ولا جهة تلاحقه فهو أبيض لا يُساءل!! وإذا صممتِ على الزواج نتيجة لهاثك خلف حلم الأمومة كونك قاربت على الأربعين وصوت ابن يناديك ماما (يؤرق مضجعك) فاعلمي أنك ستُتَّهمين بالمرض النفسي والعقوق وسيتجاهل الكثيرون الكدمات والجروح وربما الإعاقات وربما تقبعين في أحد دور الحماية لعشر سنوات أو أكثر لينتهي انتظارك بحكم تسليمك لوالدك يا عاقة فقط لأنك سوداء!! أنتَ لأنك أبيض تستطيع رفع قضية عدم تكافؤ على زوج أختك أو زوج عمتك أو زوج خالتك أو والدتك أو أخت زوجتك، وتُقبَل منك بسهولة كونك متضرراً من زواج لا يعجبك ومن رجل لم تبلعه لأن فخذ عائلته لا يقارن بكتف - عفواً - أقصد فخذ عائلتك، وإذا شعرت بأن زوجتك غاضبة كونك تدخلت في شأن ليس من شأنك وتسعى لتقويض عرى زواج لا يروق لك، فالحل في يدك أسهل من حمل المسبحة تطلقها وتهددها بأولادها وعليها الاختيار؛ أختها وسعادتها أو أولادها وسعادتك ولمَ لا يا أبيض؟! سوداء، بالطبع لا تستطيعين رفع قضية عدم تكافؤ نسب على أخيك مثلاً أو أبيك المتصابي مثلاً لأنه تزوج بامرأة ليست فوق مستوى الشبهات ولأنكِ إن فعلت على رغم أنك لن تفعلي ولن تُقبَل منكِ القضية من أساسها لامتناع الضرر (فستكونين مجرد أخت تشعر بالغيرة من زوجة أخيها أو والدها) ألست سوداء وقاصرة وجاهلة وناقصة عقل ودين؟!! [email protected]