قالوا لي ماتت.. قلت لا لم تمت.. المعلم لا يموت.. بل يبقى حياً في قلوبنا وعقولنا.. معلمتي.. الأستاذة الدكتورة ليلى عبدالله السليمان المزروع، الكلمات التي قلتيها.. الحروف التي خططيها.. العلوم التي نقشتيها.. الخطوات التي سرتيها.. الرسالة العظمى التي حملتيها.. لا لم تمت. علمتنا دوماً معنى الحياة، كيف نبني الحياة، واليوم علمتنا كيف يكون في الموت حياة.. الجاهل يموت ألف مرة كل يوم.. وطالب العلم يحيا كل يوم.. والمعلم حي ولو مات ذات يوم. الجمع والطرح لم تكن فقط كل ما تعلمناه منك.. لم نجمع الأرقام معك فحسب، بل جمعنا كل الخصال الجميلة منكِ.. لم نطرح الأرقام من بعضها فحسب بل طرحنا معك صعوبات التعلم وصعوبات الحياة.. تلك المعادلات الرياضية التي تعلمتها منك في طفولتي كبرت معي وعلمتها بناتي.. تلك الدروس العظيمة التي تلقيتها منك كانت خير معين لي في مشوار الحياة. المعلم المربي كان أنتِ.. المعلم الصديق كان أنتِ.. المعلم المخلص كان أنتِ.. لم تكوني معلمتي فقط بل كنتِ مدرسة من مدارس الحياة.. كنت طالبتك في الابتدائية.. كتابتك لي في أوتوجرافي.. توقيعك لواجباتي.. رصدك لدرجاتي.. كلمات التشجيع والمثابرة في شهادتي أخذت أتأملها.. وتذكرت قول الشاعر: الخط يبقى زماناً لصاحبه وصاحب الخط تحت الأرض مدفونا شكراً لله الذي جمعني بك خلال مشواري العلمي.. لأكون إحدى بناتكِ.. ثم الشكر لكِ إلى الأبد لأنك رسمتي إيماناً بأن الدنيا بألف خير ما دام فيها من يستحق الوفاء.. إن معاني الوفاء وكلمات الشكر والتقدير تقف عاجزة عن التعبير عن ما يكنه الفؤاد لكِ. المحبة الصادقة زرعتها أياديكِ المخلصة وتعاملكِ الخلوق.. وأنت خير من افتحر بكِ مثالاً.. قد تعجز الكلمات وتتوقف الحروف في لحظات الوداع وزمن الترحال.. ولكن إن غبتِ عنا فسيظل ذكركِ في وجداننا محفوراً بماء الذهب.. ويحدونا الأمل باللقاء في جنان الفردوس.. إلى الرفيق الأعلى يا معلمتي الفاضلة.. يا رب أكرمها وارزقها ما لا عين رأت.. ولا أذن سمعت.. ولا خطر على قلب بشر.. واعط قلب فاقديها السلوان. صفية عبدالرحمن سمرقندي – جدة