أقول مستعينا بالله الحق المبين: صاحب الفضيلة الشيخ القاريء صاحب القراءة الشدية / عادل بن سالم الكلباني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فقد قرأت مقالكم ورأيكم حول حكم الغناء وما ذكرتم من تعليلات هي من وجهة نظركم مقبولة وصحيحة وعموما الأمر مختلف فيه فأنتم لم تأتوا بشئ خالف الإجماع أو خرج عن نصوص صريحة ومجمع عليها لكن ومن قرائت السريعة لمقالكم ومبدئيا أريد من فضيلتكم الإجابة على الأسئلة التي أوردها لفضيلتكم وهي تتعلق بالبحث العلمي المؤصل ونقاش هادئ ووجهة نظر وهي كما يلي : (((1))) - ذكر فضيلتكم الدليل الثاني على أباحت الغناء واستندتم إلى هذا الدليل بقوة واتئكتم عليه كدليل على اباحة الغناء ودليلكم هو ما قلتم ( ومن دلائل إباحته أيضا أنك لن تجد في كتب الإسلام ومراجعه نصا بذلك ، فلو قرأت الكتب الستة لن تجد فيها باب تحريم الغناء ، أو كراهة الغناء ، أو حكم الغناء ، وإنما يذكره الفقهاء تبعا للحديث في أحكام النكاح وما يشرع فيه ) انتهى الكلام . قلتم أنه لا يوجد في كتب الإسلام ومراجعه نصا بذلك . فلو قرأت الكتب الستة لن تجد فيها باب تحريم الغناء أو كراهية الغناء , وهذا كلام غير علمي من فيضلتكم بل يوجد في كتب السنن الستة والكل يعرفها وأي طالب علم لديه أدنى إلمام من الممكن أن يعرف ذلك ة فلو رجعنا إلى سنن أبي داود نجد في كتاب الأدب باب كامل حول كراهية الغناء وهو ( (( باب كراهية الغناء والزمر (4278) وينظر للألباني صحيح أبي داود (3/207) )) ومما ورد في هذا الباب حديث عَنْ نَافِعٍ قَالَ : سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ مِزْمَارًا قَالَ فَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ وَنَأَى عَنْ الطَّرِيقِ ، وَقَالَ لِي : يَا نَافِعُ هَلْ تَسْمَعُ شَيْئًا قَالَ فَقُلْتُ : لا ، قَالَ : فَرَفَعَ إِصْبَعَيْهِ مِنْ أُذُنَيْهِ وَقَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَ مِثْلَ هَذَا فَصَنَعَ مِثْلَ هَذَا )) وقد صححه الشيخ الألباني وهو محدث وهو خبير في هذا الفن والله عز وجل يقول ((( وأسأل به خبيرا ) ويقول ( ولا ينبئك مثل خبير)) وإذا رأى فضيلتكم تفريغ نفسه أو أحد طلبة العلم الذين لديهم علم واختصاص في علم الحديث والسند لدراسة هذا الحديث وسنده , ولعلكم إذا اقتنعتم بصحة هذا الحديث وبعد دراسته تبدون وجهة نظركم حوله وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم . والباب المذكور في سنن أبي داود خص بذلك الزمر وهو معروف وغيره من آلات المعازف الغناء من باب أولى فهذا دليل على أن من كتب السنة الستة من أوضح الحكم وذكر الدليل فالواجب من فيضليتكم ذكر هذا الشيئ والتنبيه عليه وتوضيحه للقراء في هذا المبحث الذي قدمه فضيليتكم حول حكم الغناء وهذا ملاحظة هامة جدا جدا يجدر التنبه لها وهي: قال فضيلتكم في مبحثه حول حل الغناء عند ذكر أول دليل يراه فضيلتكم على حل الغناء (((ومن أكبر دلائل إباحته أنه مما كان يفعل إبان نزول القرآن ، وتحت سمع وبصر الحبيب صلى الله عليه وسلم ، فأقره ، وأمر به ، وسمعه ، وحث عليه ، في الأعراس ، وفي الأعياد.)) ذكر تم أن الغناء يفعل تحت مسمع الرسول وبصره صلى الله عليه وسلم أيام نزول الوحي فأقره بل وعلى تعبير فضيلتكم أنه أمر به وسمعه وحث عليه , لدي عدة نقاط حول هذا الكلام آمل من فضيلتكم التكرم علي بإجابتها وتوضيح ذلك لي لأننا في نقاش علمي هادف هادئ ** ****ما هو في رأي فضيلتكم ا في لغناء الذي سمعه الرسول , ومن أي نوع كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسمع الغناء .هل هو الغناء بالمعازف أو الغناء الخالي من أي نوع من أنواع المعازف والآلات أو هل هو الغناء الذي معه طبل ودف , أو الغناء الذي كانت تغنيه القينات أيام الجاهلية وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم سمع الغناء من الجواري فمتى سمعه أكان قبل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أَبِي مَالكٍ الأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا يُعْزَفُ عَلَى رُءُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْمُغَنِّيَاتِ ، يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمْ الأَرْضَ ، وَيَجْعَلُ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ ))أم بعده ( الحديث هذا أخرجه البخاري في تاريخه ، وابن ماجه في الفتن باب العقوبات (4010) .وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (3247) . .... حقيقة أريد من فضيلتكم التكرم بإجابتي ومن الضروري جدا أن نعرف ما نوع الغناء الذي ذكرتم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقره ويأمر به ويحث عليه , ولا يخفى ولله الحمد علينا سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأوصافه وأفعاله بل ونزول الوحي عليه وكذا ما كان يقره ويأمر به ومتى أمر به ومتى وقع ذلك وما نوعه وما هي خصائصه ,فسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مسجلة معلومة. فضيلة الشيخ عادل ذكرتم في دليلكم الأول على اباحة الغناء أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقر سماع الغناء وسمعه فما رأي فضيلتكم بالحديث السابق الذي ذكرته لفضيلتكم حديث نافع قَالَ : سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ مِزْمَارًا قَالَ فَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ وَنَأَى عَنْ الطَّرِيقِ ، وَقَالَ لِي : يَا نَافِعُ هَلْ تَسْمَعُ شَيْئًا قَالَ فَقُلْتُ : لا ، قَالَ : فَرَفَعَ إِصْبَعَيْهِ مِنْ أُذُنَيْهِ وَقَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَ مِثْلَ هَذَا فَصَنَعَ مِثْلَ هَذَا )) فانظر - يافضيلة الشيخ عادل إلى فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف أنكر سماع الغناء (( وهو مزمارا)) فقط وكيف أنه صلى الله عليه وسلم لم يقر ذلك بل صدر منه إنكار للمنكر باليد وذلك بأن رفع أصبعيه ووضعهما في أذنيه ,, وهنا أطلب منكم دراسة هذا الحديث وهذا السند والآطلاع على رأي أهل الاختصاص في هذا المجال مجال الحديث ((وأسأل به خبيرا) **** أطلب من فضيلتكم التكرم دراسة الرويات والآثار التي ذكرتم فيها أن عمر بن الخطاب كان له مغني فما صحة ذلك ومن أخرجه وأطلب منكم كنقاتش علمي دراسة ذلك الأثر وسنده من قبلكم دراسة علم معرفة . وأطلب منكم أن توضحوا لي ولغيري (( ما نوع الغناء الذي كان يغنيه مغني ( عمر) المسمى ( خوات) وهل معه معازف أم أنه حداء وغناء المسافر المعتاد) أنتظر ردكم _ وكذا ما صحة الرويات والآثار عن صحابية رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين نقلتم عنهم مجرد نقول ومنهم عبد الله بن جعفر وابن الزبير والمغيرة بن شعبة وغيرهم من الصحابة 'فإن النقل المجرد ليس بحثا علميا فمن أخرج هذه الروايات وما صحتها , انتظر توضيح ذلك من فضليتكم ,, ****** أما ما ذكرتموه عن فلان وفلان وفلان ممن يسمع الغناء فلعل فضيلتكم إذا رأى أولا دراسة الآثار والرويات التي وردت عن صحابة رسول الله من ناحية سندها وصحتها وصحتها ودراسة السند دراسة علمية بحتة ومن ثم ينظر في ما ورد عن فلا ن وفلان أنهم كان لهم مغنيات وغير ذلك مما أرى أنه غير مجد في هذا المجال ولا داعي له , وختاما قال فضيلتكم في ختام المقال ما يلي : ((فعلى هذا فإن الذي أدين الله تعالى به ، هو أن الغناء حلال كله ، حتى مع المعازف ) فضيلة الشيخ عادل وفقه الله ذكرتم أنكم تدينون لله عز وجل الحكيم العليم أن الغناء حلال كله حتى مع المعازف . فضيلة الشيخ أنتم خرجتم للناس وللجميع بل للعام كله بقولكم هذا, وهذه وجهة نظركم ولكم في ذلك سابقون قالوا به . وأنتم فضيلة الشيخ أوضحتم للأمة عامة رجالا ونساء . علماء وطلبة علم وتجارا ومستثمرين ومغنين ومغنيات وفنانين وفنانات وعامة الناس أنكم تدينون الله ديانة خاضعة لشرع الله عز وجل ولدينه لا لهوى أو مجاملة وخرجتم بهذا القول عن ديانة . وكذا أنتم خرجتم أمام الناس بإمامة الحرم الشريف ديانة لله عز وجل فضيلة الشيخ : أريد منكم الإجابة على هذه الأسئلة – وهي ليست خاصة بكم بل إن الإجابة عليه توضح للجميع ما تدينون لله عز وجل به . السؤال الأول : وبناء على ما جاء في مقالكم وأن الغناء حلال كله حتى بالمعازف هل فضيلتكم يسمع الغناء بالمعازف ؟ السؤال الثاني :لمن يسمع فضيلة الشيخ للمغنين ؟ وأنا حقيقية أسأل عن ذلك وليس تهكما أو تغشما ؟ السؤال الثالث: هل فضيلتكم يسمع لغناء النساء ( المغنيات) ولمن يسمع .وأنا حقيقة أسأل ,أوليس ذكرتم أن عمر كان له مغن اسمع ((خوات )) يغني له إذا سافر) واشتهر ذلك وصححتم ذلك الأثر عن عمر؟ السؤال الرابع : إذا مر المسلم على مجموعة من الشباب المسلمين يستمعون لمغنية من المغنيات وهي عندهم وعلى مرأى من الناس وهي تغني لهم هل ينكر عليهم ذلك أم لا . ,أنا حقيقة أريد معرفة رأي فضيلتكم لأنكم ذكرتم أن الغناء حلال كله وأنكم تدينون الله ديانة بذلك السؤال الرابع :ما رأي فضيلتكم بمن دعي إلى حضور حفل غنائي( للمغنين والمغنيات ) في دولة من الدول هل يحرم عليه حضور هذا الحفل العام أم لا ؟ وأنا حقيقة أسأل ومن صدق.عن ذلك وأنا أنتظر رد فضيلتكم على هذا النقاش العلمي والصريح والواضح وأنتظر ردكم وأن توضحوا في مقالكم ملاحظاتي هذه التي ذكرتها لكم وذلك بعد البحث العلمي الممحص وخاصة أنكم قلتم في آخر مقالكم (( ولكني أقول قولي هذا ديانة وبانا لحكم سئلت عنه فأبديت رأيي) وأنا أسأل فضيلتكم كما سألك غيري فأجبني ولا تكتم شيئا ديانة لله عز وجل . والله أسأل لي و لفضيلتكم الرشاد والهدى والتوفيق والسداد . أخوكم/ فواز الأدهم بكالوريوس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – كلية أصول الدين قسم السنة وعلومها – – ماجستير جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية قسم العدالة الجنائية إمام وخطيب والمأذون الشرعي بمدينة الملك عبد العزيز السكنية بالرياض. – بريد [email protected]