قال الكثيرون انهم مقتدون بمحمد صلى الله عليه وسلم والقول اشتراك فيه المسلمون جميعا والصادق من ترجم هذا في الواقع. لقد ترجم هذا وحقق معاني الاقتداء, وحصل على معاني الاهتداء, فكان الأنموذج المثالي, في سيرته وافعاله واقواله. الشيخ محمد بن عبدالوهاب حينما دعا الى توحيد الله, كما دعا محمد صلى الله عليه وسلم اليه وتفرق الناس فيه, كما تفرقوا في محمد صلى الله عليه وسلم, وقيل له انت على خلاف ما عليه الناس, وقيل لمحمد صلى الله عليه وسلم «ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة ان هذا الا اختلاق» واخذ الامام محمد المعول وهدم القباب التي كانت تعبد في الجبيلة, كما حطم الامام الاول محمد صلى الله عليه وسلم الأوثان حول الكعبة, ومن اقتدائه انه رجم امرأة اعترفت انها زانية, كما رجم محمد صلى الله عليه وسيلم الغامدية لما اعترفت انها زانية, وقال لحاكم العيينة آنذاك: «لئن صبرت معي لتملكن الاحساء وما دونها وما وراءها» ولكن لم يفعل, وقد قال محمد صلى الله عليه وسلم لزعماء قريش: «قولوا لا اله الا الله تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم» ولكن لم يفعلوا, اوذي وهدد بالقتل كما اوذي وهدد محمد صلى الله عليه وسلم بالقتل, اخرج من وطنه العيينة, كما اخرج محمد صلى الله عليه وسلم من وطنه مكة, وكانت له العاقبة, كما كانت لمحمد صلى الله عليه وسلم العاقبة, وبايع محمد بن عبدالوهاب محمد بن سعود, وقال: الدم بالدم والهدم بالهدم, وقد بايع الرسول صلى الله عليه وسلم الانصار على مثل ذلك, وقال محمد بن سعود لمحمد بن عبدالوهاب: اذا اظهرك الله فلا تفارقنا الى غيرنا, وقد قالت الانصار لمحمد صلى الله عليه وسلم مثل ذلك, وقامت دولة الاسلام في الدرعية وقد قامت في المدينة, لم تكن الدرعية موطنه الاصلي, كما لم تكن المدينة موطن محمد صلى الله عليه وسلم الاصلي يقول - رحمه الله - في عقيدته: «اخبرك اني متبع ولست مبتدعا» عقيدتي وديني الذي ادين الله به الذي عليه ائمة المسلمين والأئمة الأربعة واتباعهم الى يوم الدين, ولكني بينت للناس, الاخلاص لله ونهيتهم عن دعوة الاحياء والاموات من الصالحين وغيرهم واشراكهم فيما هو من خصائص الله, من الذبح والنذر والتوكل والسجود وغير ذلك, مما هو حق الله» الى ان قال رحمه الله: «فأنكر ذلك بعض الرؤساء لأنه خالف عقيدة نشأوا عليها» وقال: «والزمت من تحت يدي بإقام الصلاة وايتاء الزكاة وغير ذلك من فرائض الله ونهيتهم عن الربا وشرب المسكر وانواع المنكرات, فلم يكن للرؤساء الطعن في هذا وعيبه لكونه مستحسنا عند العوام, فجعلوا قدحهم وعداوتهم فيما امر به من التوحيد, ونهى عنه من الشرك ولبسوا على العوام ان هذا خلاف ما عليه اكثر الناس, وكبرت الفتنة جدا واجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله» الى ان قال «منها رسالة اشاعة البهتان فيما يستحي العاقل ان يحكيه فضلا عن ان يفتريه, ومنها ما ذكرتم اني اكفر جميع الناس الا من اتبعني, وازعم ان انكحتهم غير صحيحة ويا عجبا كيف يدخل هذا في عقل عاقل؟ هل يقول هذا مسلم او كافر؟ او عارف او مجنون. فهد بن سليمان بن عبدالله التويجري [email protected]