قبل أيام كنت جالساً مع أحد الشباب تخرج من الثانوية العامة العام الماضي ، وهو جار لي في الحي الذي أسكن فيه ، ولم أراه من فترة طويلة ، فسألته عن ما قام به بعد تخرجه من الثانوية العامة وهل التحق بإحدى الجامعات أو الكليات ، فقالي نعم التحقت ( بكلية الرصيف ..... !!!!!) فتعجبت من هذا المصطلح كثيراً فهو عاطل عن العمل ولم يلتحق بأي جامعه أو كلية . في الحقيقة تأثرت كثيرا على هذا الشاب فهو في قمة عنفوان الشباب والحماس والنشاط وقس على ذلك بقية شبابنا ، فجالت في رأسي الأفكار مرة تأخذني يميناً ومرة تأخذني يساراً ، فأحببت أن أفرغ ما يدور في فكري في مقالي هذا خاصة وأننا مقبلين هذه الأيام على آلاف الخريجين من الثانوية العامة ونسأل أنفسنا هل هولاء الشباب سوف يلتحقون بجامعتنا وكليتنا ...... أم يلتحقون بكلية الرصيف ؟؟؟؟ هل التحاقهم ...... بما أسميناه في مقالنا هذا بكلية الرصيف يرجع إلى أن شبابنا لا يستطيعون تحديد أهدافهم وروائهم المستقبلية ؟ أم أن السبب في وزارة التربية والتعليم وإجراءات التبسيط والتسطيح في أنظمتها؟ أم السبب في جامعتنا وكلياتنا؟ أم السبب يكمن في دور الأسرة المفقود في مجتمعنا الآن ؟ أقول : نعم أن كثير من شبابنا لا يحدد له أهداف مستقبلية ولا يوجد لديه رؤية واضحة فقد ذكرت في مقال لي سابق أن الدكتور أحمد زويل عالم الكيمياء كان يكتب على دفاتره كلمة الدكتور وهو في المرحلة الإعدادية ، نعم لدية هدف ورؤية وهاهو أصبح الآن الدكتور احمد زويل عالم الكيمياء إذن لنحدد لنا أهدف واضحة وأن نصر على تحقيقها وسوف نصل لها بإذن الله تعالى أما تساؤلي الثاني وهو بخصوص وزارة التربية والتعليم فأقول لها كفانا تجارب في الميدان فكل من وصل إلى هذه الوزارة عمم على الميدان تجربته وذهب هو ويأتي آخر ويعمم تجربته ويذهب . على الوزارة أن تراجع نفسها في قراراتها وأن ترجع إلى الميدان في اتخاذ هذه القرارات لأنه الميدان هو التطبيق الفعلي لهذه القرارات فتجربة التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية ، ونجاح الطالب في المرحلة المتوسطة والثانوية في نهاية العام (بكتابة اسمه فقط على ورقة الإجابة) ، ومواد التجاوز ، وكثرة تنوع مفاهيم الإشراف وإلغاء اختبارات الثانوية العامة المركزية ، كل هذا جعل من أبنائنا حقل تجارب نجرب ما نشاء عليهم ،فأصبح لديهم اختلاط في المفاهيم وعدم تذوق لفرحة النجاح والتميز التي كانت موجودة منذ زمن. أما تساؤلي الثالث وهو بخصوص دور جامعاتنا وكليتنا في هذا الأمر فأنا أقول لهم إلى متى ونحن نعاني من مشكلة التحاق أبنائنا بهذه الجامعات كل عام وإلى متى نتحجج بمحدودية المقاعد ..........؟؟؟ دولتنا حفظها الله وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين لم تبخل بشيء ، فقد زادت عدد الجامعات وفروعها في جميع مناطق المملكة، إلى متى نتعذر ونصدر المبررات ..........؟؟؟؟؟؟ أسرتنا الحبيبة ، أسرتنا التي قامت على التعاليم الدينية الصحيحة أما آن لها أن ترجع إلى سابق عهدها في تكاتف أفرادها ليس دوركم هو الإشباع والملبس ، بل دوركم أعظم من ذلك ، أنه إطعام وإشباع عقول أبنائكم فمتى ترجع أيها الأب إلى سابق عهدك ........... فأنت خارج البيت لفترات طويلة ومتى ترجعي أيتها الأم لسابق عهدك ................... فأنتي تركتي أبنائك للمربيات أين متابعتكم لهم ؟ أنهم في أعناقكم وسوف تحاسبون عليهم قال الرسول صلى الله علية وسلم ( كل راعي مسئول عن رعيته ) علينا جميعا أن نخاف الله كلا في مجاله وأن نقوم بأدوارنا فنحن مسئولين عن أجيال تصنع أمة المستقبل نعم أخوتي هل تريدون من أبنائكم أن يلتحقوا بكلية الرصيف !!!!!!!!!!!!!! نعم أنها كلية الرصيف التي تفتح لأبنائكم الأبواب ، وتستقبلهم بالترحيب الحار فهي لا تعتمد على نسبه معينه في القبول ، ولا اختبارات تعجيزيه ، ولا واسطة أنها تستقبل أبنائكم برحابة الصدر ، فيستقبلهم عميد الكلية وأعضاء هيئة التدريس بكل ترحاب (( فأهلا بك في كلية الرصيف ...........))!!!!!!!!!!!!! د . خالد محمد الثبيتي