الكل يعلم بأن تخصص الجيولوجيا في المملكة نادر ، وإقبال الطلاب إليه أيضاً بشكل أقل عن التخصصات الأخرى ، نتفاجأ في نهاية الأمر بأن التعيين للوظائف التعليمية يكون بالتقطير لهم ، رغم العجز الكبير لمعلمي هذه المادة في بلادنا . فحينما تسأل طالب في الثانوية من يدرسك هذه المادة ( علم الأرض ) سيجاوب على الفور بأنهُ مدرس الأحياء أو الفيزياء أو الكيمياء وذلك يصل منحها لمعلمي التربية الوطنية ... فلا أحد يفسر ذلك سوى باالاستهتار وعدم الأمانة في تخصيص المتخصص للتخصص الذي يخصه ... كما يعلم الجميع أيضاً بأن جامعة الملك عبد العزيز لقسم الجيولوجيا ( علم الأرض ) قد حصلت على الاعتماد الأكاديمي الذي يقارنها بكلية الطب ، وكما صنفها أكاديميون بأنها الكلية الأفضل في الشرق الأوسط تعنى بالجيولوجيا ؛ ولكن حينما نرغب في الوظائف التعليمية لا نجد التعيين إلا لقسم صغير تابع لجامعة الملك سعود بالرياض ، والتي تدرس الجيولوجيا بشكل عام ، ولا يتم تعيين أي فرد منا حتى يتم تعيينهم جميعاً ، الله وحده هو العالم عن السبب في ذلك . بعكس كليتنا والتي تعنى وتخصص دراسة عامة لمدة سنتين ، إضافة إلى اختيار التخصص المرغوب للطالب وتكثيف الدراسة العملية والرحلات الجيولوجية ... فمن أحق بالتعيين والاهتمام ، نحن أم هم ؟ . كما لا نعلم هل يندرج ذلك تحت العباءة الوحشية للعنصرية ؟. فالعنصرية السافرة في تعيين طلاب الرياض ودراستهم العامة إضافة إلى اللغة العربية التي يدرسون المنهج بها على حسابنا نحن طلاب جامعة الملك عبد العزيز ، من ندرس باللغة الإنجليزية إلى التطور الكبير الذي يكتنف كليتنا من جميع النواحي .. أصبحنا معلقين ما بين وزارة التربية والتعليم والخدمة المدنية . لم ننسى ما حصل لطلاب الجيولوجيا العام الماضي من حالات إغماء وكل ذلك بسبب العنصرية التي عللوها فيما بعد بأنه خطأ غير مقصود .. فلن نقول سوى ، من ينصفنا ؟ إذا ما علمنا بأن المفاضلة المزمع طرحها في نهاية هذا الشهر ستهد أحلام الكثير منا إن لم نجد ما نطمح إليه من خلالها .. فقد تفهقنا ظلما .. تحياتنا لكم ...