( وقفة مع قنوات الدجل والرقية الشرعية ؟) عن الفضاء والقنوات الفضائية أعود مرة أخرى إلى موضوع هام جدا وحساس وخطير , خصوصا وأن زبائنه من ضعاف القلوب والنفوس سواء الرجال أو النساء , لا فرق بينهم في ذلك فهم مثل الخفاش إذا رأى النور اتجه إليه وربما يحرق نفسه بسبب الاندفاع دون أن يعلم العواقب الخطيرة والنتائج المأساوية , ألا وهي فنوات الدجل والشعوذة وقراءة الكف , والتي تكاثرت في يوم من الأيام وصارت حديث الناس حتى قام المذيع التألق صلاح الغيدان في برنامجه الشهير ( 99 ) بفضحها من خلال حقائق دامغة اضطرت بعض القائمين عليها لتهديده من خلال حياته الخاصة وأسرته فأعلن أنه معتمد على الله في جميع شؤونه خصوصا وأن معظم العلماء أفتوا بتحريم مشاهدتها حتى قال أحدهم : إن هذه القنوات التي فيها السحر و الشعوذة ، لايجوز أصلا مشاهدتها ، إذ قد صح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من أتى عرافا فسأله عن شئ فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوما ، رواه مسلم ، وفي بعض روايات الحديث (من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما )، وظاهر هذه الرواية ، أن من يأتي العرافين صلاته مردودة عليه ، سواء صدّقة أو لم يصدّقه ، وفي هذا وعيد شديد يدل على أن مجرد مشاهدة هذه القنوات إثم عظيم ، يؤدي إلى عدم قبول الصلاة التي هي أعظم أركان الدين ، ولاريب أنّ القصد النبوي من هذا الوعيد قطع دابر هذه الخرافات ، وسدّ الذريعة لوجودها بين المسلمين ، فلو قاطعها الناس ، انقطعت ، واندثرت , ولاريب أن الإسلام دين يحترم العقل ، ويحارب الخرافة ، ويدعو المسلم إلى تحرير عقله من أن يكون أسيرا للمشعوذين و السحرة . و قال القرطبي : يجب على من قدر على ذلك يعني منع العرافين والكهنة من محتسب وغيره أن يقيّم من يتعاطى شيئا من ذلك من الأسواق وينكر عليهم أشد النكير وعلى من يجيء إليهم ولا يغتر بصدقهم في بعض الأمور ولا بكثرة من يجيء إليهم ممن ينتسب إلى العلم فإنهم غير راسخين في العلم بل من الجهال بما في كون إتيانهم من المحذور.ه . وهذا الذي ذكره القرطبي ينطبق على مشاهدة هذه القنوات وبهذا يعلم أن أخذ الأدعية من هذه القنوات محرم تحريما شديدا ، إذا كانت مشاهدتها محرمة أصلا. . لكنها عادت هذه الأيام من جديد وبأسلوب آخر عبر أقمار وحزم جديدة مما جعل الأمر بحاجة إلى وقفة جادة لإيضاح الصورة الحقيقية لها والتحذير منها . أمر آخر لا يقل خطورة عنها وهو كثرة من يسمون أنفسهم _ زورا وبهتانا _ بالرقاة الشرعيين دون أن يكون لهم تأهيل يستحقون عليه ذلك , بل بعض الأدعية الغير مفهومة والتي يصل بعضها إلى الشرك والعياذ بالله , وحتى أن بعضهم قد لا يقوم بما أوجبه الله عليه فكيف يتولى الناس من خلال الرقية الشرعية وهولا يملك مؤهلاتها الحقيقية , مما جعله مقصدا للكثير ممن يعانون من المشاكل الحسية والمعنوية ويذهبون لكل من ادعى الرقية دون النظر في أحقيته , بل الهدف أنهم يبحثون عن الشفاء من أمراضهم عند أي من يقابلهم بسبب ما يشتكون منه فيستغلهم هؤلاء الدجالون استغلالا سيئا تكون نتائجه عكسية حتما , بل قد تؤثر على معتقداتهم , والسبب أن بعض الرقاة يكون ليس راقيا بل ربما ساحر بأسلوب مبطن , ولذا يكون في مجالسهم قصص عجيبة تجعل الإنسان إذا سمع بها لا يعتقد أنها لدينا هنا . ولهذا فإنني من هذا المنبر أدعوا علمائنا الأفاضل للتدخل في هذا الأمر قبل أن ينجرف إلى أشياء أخرى نحن في عنى عنها بل لسنا بحاجة اليها ولله الحمد والمنة , كما أتمنى أن يكون هناك رخصة لمن يمارس الرقية الشرعية مثله مثل عاقدي الأنكحة وغيرهم , حتى يؤدون عملهم بكل وضوح ويكون المواطن على بينة من أمره . أسعد الله أوقاتكم عبد الرحمن بن محمد الفرّاج الإيميل [email protected]