لم يقل عادل إمام ل ( برعي ) في مسرحية - شاهد ما شافشي حاجة – : \" أشتغل رقاصة \" إلا بعد أن عرف مقدار \" مهيته \" ومقارنتها بدخل الرقاصة !. وأنا هنا لم أكتب هذا الكلام إلا بعد أن تخيلت ( يعني ما شفتش حاجه !) حجم الفارق المالي الكبير جدا بين قيمة العقد التي تدفع لمقاول ما لتنفيذ أي مشروع حكومي كالطرق والجسور والمباني والصرف وتصريف المياه وبين المبلغ الذي يحصل عليه المقاول من الباطن والمنفذ الحقيقي للمشروع ! .. بمعنى لو أن مقاولا وقع عقدا بمائة مليون ريال لتنفيذ مشروع من هذه المشروعات ( على الورق ) ثم أتفق مع مقاول من الباطن لتنفيذ المشروع تنفذا فعليا بعشرة ملايين ريال ! فيحصل بذلك المقاول الرئيس على 90 مليون ريال دون أن يفعل شيئا وكأنه خطابة تنتهي مهمتها بعد جمع رأسين في الحلال ! ويحصل المقاول من الباطن المنفذ الفعلي ( العريس !) على 10 ملايين ريال فقط لا يقل ربحه فيها عن 30 % على أقل تقدير !.. والسؤال : مثل هذه الصورة أليس هو ما يحدث فعلا ؟! فإذا كان الأمر كذلك - ولا اعتقد إلا أن هذا ما يحدث بالفعل - فلن يكون السبب غير الاحتكار وأبنته الحسناء الفاتن جمالها ( المهايطه )..! ولو أني لا اعرف معنى لكلمة مهايطه ولكنى اعتقد أنها تعني الطلق ( الهطفاوي ) نسبة لبندقية الهطفاء التراثية أو البارودة ! ولن تكون مكافأة الوطن على كرمه الحاتمي - ( 90 مليون ريال مثلا ) من أبنائه المحتكرين والمحتكر لهم والمهايطيين والمهايط لهم - أقل من أرواح آلاف المواطنين سنويا غرقا في السيول داخل المدن ، أو قتلا على شبكة الطرق ، أو ضحايا الأخطاء الطبية والتسمم الغذائي . ولا اعتقد أن ثمة حل ناجع لهذه الكوارث أقل من أن تكون عقوبة التشهير والقائمة السوداء ومحاكمة المسؤول علنا.. أن تكون بالمرصاد بشكل جدي وحازم ومن سلطات عليا عند أدنى خلل أو خطأ أو فساد مالي وإداري. وإلا فاليأذن الوطن بالمزيد من الهدر في الأرواح والأموال والطاقات البشرية في سبيل تضخم أرصدة القلة .. تركي سليم الأكلبي [email protected]