ظاهرة الكتابة على الجدران أولاها الزملاء في وزارة التربية والتعليم والإدارات العامة التابعة لها ممثلة بقسم التربية الوطنية عناية خاصة فأفردت بنشرات ودراسات ولقاءات وحوارات وضمنت تلك النشرات والكتابات الهادفة مرئيات وافية ودراسات مستفيضة وصور وتحقيقات ناجعة أبان فيها المعنيون ضرر ظاهرة الكتابة على الجدران بماتحملة من عبارت شاذة وألفاظ مسفة نابية وصور شاردة ولست هنا بصدد بيان ماتضمنته تلك النشرات من دراسات وأبحاث وإنما رمت من وراء هذا الطرح بيان طرق أخرى غفل عنها الزملاء في تلك الدراسات بل وهمشها جل الباحثين عند تلمس علاج هذه الظاهرة وأظن أن طرقي للموضوع من هذا الباب سيثمر ويحقق نجاحات بإذن الله فكل الطرق التي تعرض لها التربوين وأفاض فيها الكاتبون وغيرها مما وقفت عليه كان المتهم فيها طالب وزارة التربية والتعليم ولم يدرك أولئك الخائضون الذين أسهبوا في تلك الأحاديث أن ثمة فئة أخرى مدانة بماتقدمه من إرهاصات تذلل سبل انتشار هذه الظاهرة وتدعو إليها وتبرزها بأذرع مفتولة يقوم بها عقلاء يشوهون ويخدشون أحياء بلادهم بأيديهم ويجنون من وراء عملهم المشين مبالغ طائلة بل ويذيلون تلك الكتابات بأرقام هواتفهم وأسماء وعناوين مكاتبهم في تحد صارخ للأذواق واستخفاف بالمشاعر والدراسات التربوية التي تسعى جاهدهً إلى القضاء المبرم على هذه الظواهر المشينة أتدرون من هي هذه الفئة ؟ إنهم بعض أصحاب مكاتب العقارالذين يتخذون من أسوار الدور منفذاً ومسرحاً لإعلاناتهم العقارية في البيع أوالتأجير والشراء إن مثل هؤلاء يحتاجون إلى من يقوِّم أودهم أو يبحث لهم عن عقّار يقوِّم عوجهم ويطرهم على الحق بعد أن يكلفهم إزالة ماجنت أيديهم ويأخذ عليهم العهود والمواثيق الموثقة ويعلمهم بالعواقب الرادعة ويرشدهم إلى الوسائل الحديثة للإعلان التي هي في الحقيقة أوفر اقتصاداً وأجمل مظهراً وأنقى منظراً وأوضح عبارة وأكثر حضارة وأعني بها تلك اللوحات البيانية التي تثبت فوق تربة الأرض المراد بيعها أو المتجر المرتجى تأجيره أوالمنزل المراد بيعه وماأصحاب بعض المؤسسات الإنشائية من أصحاب المكاتب العقارية ببعيد حيث يعمد بعضهم إلى هذا النهج في بيان نشاطاته وخبرته في مجال عمله حيث يكتب اسمه على كل منشأة يراها تحت الإنشاء شاء منشئها أم أبى لقد عمد أحدهم إلى تكليف أحد عمال مؤسسته بهذه الدعاية المجانية أو الجنائية ومنحه لوحة خشبية قد نقش على ظهرها اسم المؤسسة ونشاطها وهاتفها وزوده بكم لابأس به بل كله بأس من علب الطلاء وأمره بما يغني الفهم عن ذكره فذهب يجوب الأحياء بلاحياء وكلما رأى جداراً يعجب الناظرين يراه القاصي والداني رسم شعار مؤسسة كفيله ونشاطها وخبرتها في مجالها عليه ... والأدهى والأمر والباعث للأسى والمثير للاستغراب عندما تجد دائرة حكومية تجاري هؤلاء في الكتابة فهذا موظف البلدية قد سجل بالخط العريض على أحد جدران المنازل العتيقة الآيلة للسقوط على صاحب هذاالعقار سرعة مراجعة البلدية قسم .... في موعد أقصاه كذا ولربما سقط الجدار قبل مراجعة صاحبة للبلدية أليس هناك وسيلة مزودة بشعارالبلدية تعلق على هذا العقار فيكون فيها غني عن هذه الكتابة ؟ وكيف سيهتدى إلى أن الكاتب هو مسؤول البلدية وليس أحد العابثين ؟ والسؤال هنا من سيحجب عيون طلابنا عن مثل هذه الظواهر الظاهرة ؟ بعد فهذا شي من أشياء حاكت في نفسي حول هذا الداء أحببت أن يطلع عليها القارىء العزيز لعلي أحظى منه بالمطارحة والتأييد . أ محمد بن سليم الحربي