السيل الذي أصاب مدينة جدة الأسبوع الماضي , كشف الخافي والمستور لوجه تلك المدينة البائسة , و حطم كل الأقنعة التي كان اللصوص يخبئون جرائمهم خلفها , جردها من كل شيء لتتضح لنا صورة جلية , بالسرقات التي تقوم بها أمانة و بلديات تلك المدينة . نعم إنني أضعهم في قفص الاتهام نيابة عن جثث الغرقى و عن المفقودين وعن الأضرار التي لحقت بالمواطن . فإلى متى والمواطن يتضرر من شح الأمانة في أنفس المؤتمنين , وإلى متى وهو يدفع فواتير خيانتهم مرة بماله ومرة بروحه. ففي كل عام تخصص الدولة حماها الله من لصوص مؤتمنين أمولا طائلة لإقامة مشاريع تنموية وتطويرية في شتى المجلات في غالبية مدنها وهجرها , ولكن للأسف أن بعض تلك المشاريع لا تقام وتذهب تلك الأموال المخصصة لها لجيوب ولحسابات القائمين عليها . فمن تجرأ على سرقة أموال المشاريع الظاهرة على سطح الأرض فكيف لا يجرؤ على اختلاس أموال خصصت لمشاريع تحتها . فمتى ما رأيتم أن الرصيد في صندوق إبراء الذمة زادت أرقامه بمئات الملايين , فلتعلموا أن ضمير بعض أمنائها و رؤوساء بلدياتها قد صحا من غفوته التي أصابتها التخمة . وإن لم تروا ذلك وهو الأكيد فهيئوا أنفسكم لاستقبال سيل جديد , قد يكون في المرة القادمة أقوى من الذي سبقه ,وأظن أن بحيرة المسك لها يد في ذلك . فإلى ذلك الحين قاتل الله الخونة واللصوص من أبناء وطني . [email protected] فارع عابد الحارثي