سنون وسنون مرت على الشعب العراقي، بين طائفية وقتل على الهوية وبين تعذيب وسجون خارجية وداخلية خلطت الأوراق بين البريء والجاني... وسنون مرت بين تهجير وذبح وخيانة وغدر... سنون مرت بين نهب وسرقة أموال نفط وخيرات وثروات وطن الفراتين... وبيع حضارة وتراث وتاريخ العراق. متى ستنتهي مخلفات تلك السنوات السبع التي تشبه العلقم؟ اليوم تعود تلك الصورة البشعة للفتنة الطائفية من جديد بقناع الوطنية وبلباس المطالبة بحقوق المواطنين. ومرة أخرى تعود تلك الأيدي الخبيثة التي قامت بما قامت به خلال سبع سنوات من تسلطها على بلد الحضارات لتواصل تلاعبها بمقدرات الشعب ومصيره، فتقر القوانين والقرارات لمصلحتها بما يديم بقاءها وتسلطها ضاربة عرض الجدار بمصالح الشعب العراقي من طريق حرمان محافظاته من النسبة الحقيقية لممثليه في المجلس النيابي المقبل. ها هم السياسيون يبدأون بأول سرقة لحقوق الشعب قبل ان تبدأ الانتخابات. فإلى متى يبقى الشعب العراقي على هذه الحال من تسلط المفسدين والطائفيين والعنصريين على مقدراته وحقوقه؟ الى متى يبقى متسلطاً من ساوم المحتل وتخلى عن المبادئ من اجل المصالح الشخصية والأموال والحوافز؟ الى متى يبقى متسلطاً من يريد تقسيم العراق دويلات وأقاليم وفيديراليات؟ الى متى يبقى متسلطاً من يريد تمزيق وحدة العراق بطائفية ثانية وثالثة بلباس الوطنية المزيف؟