بعيدا عن نسب العنوسة اللاتي تتأرجح مابين الربع مليون و المليون ونصف عانس في إحصائيات اختلفت نسبها باختلاف مصادر وطرق وأدوات إحصاء كل لجنة أو إدارة مسئولة ، نجد هناك عدم وعي عند كثير من الآباء بهذه المشكلة التي تتسع يوما بعد يوم . حيث في ظل كثرة الفتيات اللاتي في سن الزواج وندرة التعدد من قبل الرجال وعزوف بعض الشباب عنه ، تكون عملية العرض- إن صحت العبارة- أكثر بكثير من الطلب بمعنى أن الشاب المقبل على الزواج سوف يكون لديه مجال فسيح لاختيار شريكة حياته وفق ما يريده هو في ظل وجود أعداد كبيرة من الفتيات في سن الزواج . ولعل المعلمات في هذه السنين يسيطرون على هرم المتزوجات حديثا وبعكسهن من هن في مجال الصحة لتذمر كثير من الرجال لطيلة ساعات العمل ووجود الاختلاط الذي لا يقبله كثير من الرجال الذين يكره بعضهم أن يُعرف اسم زوجته فضلا على أن تتعامل مع شخصٍ ما حتى وإن كان ضمن مجال العمل مما جعل أعلى نسب العنوسة تكون على مستوى الطبيبات، حيث تذكر دراسة حديثة بمجله لها أون لاين أن 97% من الرجال يرفضون وبشدة الزواج من طبيبة أو ممرضةأو صحافية . و هذه العنوسة الكبيرة لدى الطبيبات هي عنوسة مكتسبة كان للآباء هؤلاء الفتيات دور رئيس فيها وذلك بإدخالهن الأقسام الصحية في الجامعات وهم لا يعلمون أنهم في الحقيقة أدخلوهن عالم العنوسة ،وخصوصا في ظل عدم تفهم الجهات المعنية لهذه المشكلة وعدم وضع حلول جذرية لكادر النساء الصحي وما يحتاجه من مراعاة في مجال العمل المنعزل وفي أوقات الدوام لديهن و التي تتجاوز الثمان ساعات يوميا بالإضافة إلى مناوبات ما بعد منتصف الليل . ولا يعني ذلك أن يكون من بين الطبيبات من وفق بزوج ولكن مكاتب الزواج المنتشرة في المستشفيات وفي كليات الطب خير برهان على أنها باتت ظاهرة متفشية ، يخبرني أحد الأطباء بأن أول من يعزف عن زواج الطبيبة أو الممرضة هم الأطباء لأنهم يعرفون جيدا مدى طبيعة عملهن . مما يجعل كثير الطبيبات يلجأن للخاطبات و يرضون بزواج المسيار أو بأي زوج حتى وإن لم يكن صالحا و معظمهن يعلمن أنهن تزوجن بمضض ،هذا أن لم يكن فارس الأحلام يطمع في مرتباتهن فتتبخر فرحة الزواج بالطلاق . ولا ينتهي الأمر عند ذلك فحسب ، فهناك نسب أخرى للمطلقات تجعل الطبيبات والممرضات في رأس هرم العنوسة . **** هؤلاء الطبيبات والممرضات العانسات لا يتحملن مسؤولية كبيرة فآباؤهن لم تكن الفطنة حاضرة لديهم حينما أقحموا فتياتهن في المجال الصحي على وضعه الحالي ، فلو خير بناتهن بين شهادة الطب وبين الزواج لاختاروا الزواج دون شك فهذه هي فطرتهن بل أن هناك تقارير صحية تشير إلى أن هناك هرمونات وتمددات عضلية تطرأ على جسم الفتاة منذ بداية البلوغ استعدادا للحمل فحينما يتأخر الحمل تظهر أمور عكسية تؤثر على صحتها بشكل عام وعلى نفسيتها بشكل خاص هذا بالإضافة إلى أمور أخرى يعرفها المختصون . وما يزيد الأمر سوءا هو غياب الفطنة المذكورة أعلاه عن كثير من الآباء والأمهات الذين صنعوا عنوسة مكتسبة لبناتهن إلى أجل غير مسمى . بالإضافة إلى مكابرة وتجاهل وزارة الصحة هذه الإشكالية فلس هناك مشكلة ليس لها حل . ** الأكيد أننا لا نريد طبيبات مصابات باضطرابات نفسية والوزارة في حين أخذت هذه المشكلة بعين الاعتبار هي بلاشك تجعل أداء هؤلاء الطبيبات في مستوى جيد . أخيراً : قيل في الأثر : (( مسكين مسكين مسكين رجل ليس له امرأة ،وإن كان كثير المال ،مسكينة مسكينة مسكينة امرأة ليس لها زوج ،وإن كانت كثيرة المال )). محمد آل مشوط محرر ثقافي بصحيفة عكاظ