عندما نضع رؤوسنا على الوسادة يبدأ بنا مشوار طويل من الأفكار ؟؟ دائما ما تحتشد الأفكار في عقولنا أمور تشغلنا.. مواقف استوقفتنا.. لحظات ندم نعيشها.. أو أحلام نتمنى تحققها.. أو مستقبل بعيد نترقبه بمنظار الانتظار.. وكل واحد منا تنتابه مشاعر وأحاسيس وأفكار وأحلام تكفي لأن تجعل منه بطلا أسطوريا ! نعيش وكأننا في دائرة ليس فيها إلا نحن و مشاكلنا وأحلامنا والواقع؟ ومع ذلك كله مازلنا نفكر ونفكر ... وهذا رائع كثيرا ما نسمع لو كان كذا حصل كذا... لو طبقت .. لنتج ... لتحقق .. وهكذا!! هل يعني هذا أن أفكارنا ما هي إلا حبر على ورق؟ أم أنها تقف عند حدود الخيال دون العمل؟ هل أصيبت الأفكار الرائعة بالتجمد إلى درجة مادون الصفر؟ أو أن نتائج الأفكار لم ترقى إلى مستوى الآمال العريضة والطموحات فأصيبت بالفشل وعدم الصلاحية حتى المشجعين لهذه الأفكار والذين أعجبوا بها يظلون عاجزين أمام الفعل أو حتى أمام تنفيذ الخطوة الأولى وفي النهاية الكل يهتف بنداء الاستسلام ( الواقع مرير ينغص علينا طموحنا قبل أفكارنا) وصارت الخطى متثاقلة عن تحقيق أفكارها وشلت العقول إلى أن تسعى لطموحها وأصبحت كالبيوت المهجورة التي تعصف بها الريح ولكن الحل في التفكير وذاك هو الأروع (تفكر فيما فكرت فيه) جميعا نتفق أن الواقع قد يكون مؤلما وان الخيال قد يكون بعيدا جدا عنه لكن في التخطيط والتفكير نجعل للأفكار قائمة منسدلة من التفاصيل والخطوات الفكرة – الإعداد – التجهيز – الهدف – الانجاز - النجاح وقبل هذا وذاك تحسب الأمر للعوائق خوفا من التراجع أو الانكسار مع التخلي بالعز يمه والإصرار حتى لا تغدو الأفكار كسرب حمام حلق بعيدا وطار فيذكر علماء النفس أن الإنسان تمر عليه باليوم الواحد أكثر من 61 فكرة بسرعة كالبرق .. إذا لم يسارع بتسجيلها وإلا ذهبت وتركته ولنا القدوة والأسوة في الإمام البخاري رحمه الله؛ فقد روي عنه أنه كان ينام ثم تأتيه الفكرة والخاطرة فيقوم ويوقد السراج ويدون هذه الفكرة ثم يطفئ السراج وينام فتأتيه فكرة أخرى فيقوم ويوقد السراج ويدون الفكرة ويطفئ السراج ثم ينام وقيل أنه كرر هذا الأمر في بعض الليالي عشرين مرة. نحن امة لا تتوقف عن التفكير ولا تنقصها الفكرة نريد أن نفكر لأننا سوف نعمل.. نريد أن نكتب لأننا سوف نتطور.. نريد أن نحلم لأننا سوف نحقق.. ولتكون بداية الرحلة من هنا ,,, حيث يعرض أحدنا فكرة ما ,, ولنجعل من كل فكرة بذرة أينعت وأثمرت وآتت آكلها ضعفين.. فحياتنا من صنع أفكارنا.. وبأفكارنا نصنع العالم .. بقلم .. هناء بنت أحمد