هكذا هي الحياة جميلةٌ حين نراها جميلة.. مظلمةٌ كئيبة حينما نراها كذلك، فهي واسعةٌ ورائعةٌ إذا نظرنا لها بعين الرضا، وهي أيضًا صغيرة ومخيفة إذا نظرنا لها بعين التشاؤم، وبهذه النظرة التشاؤمية نظلم أنفسنا، ونرتكب خطأ لا مثيل له حين نترك فسحة لأذهاننا تعيش فيها الظنون، والأفكار السلبية تمرح وتسرح بأنفسنا، وبعقولنا، وأفكارنا، ومخيلاتنا يمينًا ويسارًا كيفما شاءت، وعندما نرى ذلك الجانب المظلم، والذي نحن من صنعناه بأنفسنا نصطدم به ونرفضه، ونحوّل حياتنا لجحيمٍ لا يُطاق. فحياتُنا هي أثمن ما نملك.. وهي أثمن من ضياعها في سلبيات الحياة والسعي وراء مسببات الفشل التي سوف تُرهقنا وتأخذ حيّزًا من حياتنا ومن نجاحاتنا. لماذا لا نُبدِّل تفكيرنا بالنظر للحياة بحب ونجاح.. بدلاً من نظرة الفشل والظلام. لِمَ لا نجعل عيوننا تنظر إلى الجمال.. وقلوبنا تنبضُ بالخير، وعقولنا تفكرُ بالسلام.. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ اللَّهُ تعالى: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي) «حديث قدسي»، فالحياة بسيطة وقصيرة.. لابد أن نعرف ما تريده منّا، ونعرف أيضًا ما نريده نحن منها، لنعيشها بسعادة.. فأنت صانع القرار.. والقرار بيدك أنت لا أحد سواك، ثق بنفسك.. وأقنعها بأنك أقوى من تلك أي ظروف، وأن من تفاءل بالخير وجده، اتخذ من الفرح عنوانًا لوّن به حياتك ويومك وأعمالك. تذكر دومًا ودائمًا.. أن القادم -بإذن الله- أفضل بكثير ممّا هو عليه الآن، وأن الحياة مليئة بالمفاجآت السارة، فلا يأس مع الحياة.. ولا حياة مع اليأس.. جدد حياتك.. ولا تدع الفرصة تفوتك.. فالحياة فرصة للإنجازات. فما أجمل أن تَهيم بأفكارك بين صفحات الخيال لترسم لنفسك مستقبلاً، ولو أصبح ذلك حلمًا فليكن حلمًا جميلاً تغمض عينيك عليه لتسعد به طول حياتك.. اضحك، وابتسم، واستمتع، وكن على ثقة بأن اليوم الذي يذهب لن يعود أبدًا.. فكن جميلاً ترى الوجود جميلاً. د. نوال العمودي - جدة