يبدو أن أسعار حليب الأطفال مصرّة على التشبث بالأسعار المرتفعة رغم القرار الحكومي بدعمها صرف إعانة حليب الأطفال المستورد الذي صدر في 28/11/1428ه من ريالين إلى 12 ريالا للكيلو جرام وكلف هذا الدعم خزينة الدولة ما يقارب 1.3 مليار ريال وهو ما يطرح تساؤلات عدة عما يحدث في السوق، ولم الحليب يسير عكس المتوقع؟ هذه التوقعات تشير إلى الأثر الأكبر في تخفيض سعره في السوق، وذلك للتخفيف عن المواطنين نظرا لما تمثله هذه السلعة من أهمية لدى أفراد الأسرة لنمو الطفل جسديا وعقليا. المبالغة في أسعار حليب الاطفال زادت أكثر من 50% في أقل من عامين ، فحليب الأطفال غير محدد بسعر معين كالأدوية مثلاً، إنما المورد يعطي السعر المقترح للمستهلك كما يريد، بدليل تفاوت الأسعار بين صيدلية وأخرى، نافياً ما يتردد عند أصحاب الصيدليات الخاصة بأن حليب الأطفال من المواد التكميلية، بل على العكس فحليب الأطفال بالنسبة للصيدليات من المواد الأساسية باعتبارهم يحققون مكسبا 15 في المائة في مستهلكات الأطفال لهذا اطالب كما يلي: 1- يجب على وزارة التجارة متابعة الأسعار، وايقاف شجع التجار ووضع مبررات تستدعي الإصرار على رفع الأسعار بالاضافة الى وضع نشرة اسبوعية تصدرها وزارة التجارة في الصحف المحلية تحدد تلك الأسعار عن جميع السلع التموينية توضح الحد الأدنى والأقصى للسلعة لأن هذه الطريقة ستكون الأفضل وتجبر على المصداقية في التسويق من جميع الأطراف 2- يجب أن يكون الأشراف على الصيدليات من قبل وزارة الصحة ، ويدخل في ذلك كل ما يوجد في داخل الصيدلية من أدوية وحليب أطفال وغيره ، لأن ذلك يتعلق بصحة وسلامة الناس واطفالهم, ووضع آلية واضحة لهذا الاشراف لان جميع دول العالم تخضع رقابة الصيدليات بشكل شامل للصحة. 3- اشراف هيئة الغذاء والدواء على دعم الدولة لحليب الأطفال، لان الدعم له أساسيات فنية فليس كل حليب يأخذ الدعم لأن كل حليب يدخل ضمن المواصفات والمقاييس، فالهيئة تعتمد على نسبة محددة، فصنف الحليب لا بد أن يحوي نسبا معينة، فمثلا زيادة نسبة البروتين في الحليب أو نقصه يلغي الدعم من الدولة، ثم إن الدعم لا يشمل إلا الحليب البديل عن الطبيعي أما الأصناف الأخرى فلا يشملها الدعم 4- تشديد الرقابه بين الصحة والتجارة لشركات الحليب وايقاف جشعهم. مثال ذلك أن جمعية أبوظبي التعاونية سحبت مؤخراً ثلاثة أصناف من حليب الأطفال المجفف من أرفف العرض نتيجة لعدم موافقة موردي تلك المنتجات على خفض أسعار حليب الأطفال بعد تراجع أسعار المنتجات عالمياً، وعدم وجود مبررات تستدعي الإصرار على رفع الأسعار في البداية الكل استبشر خيرا بدعم خادم الحرمين السخي للحليب لعل وعسى ان ينخفض سعره الى حد معقول يمكن المواطن من الحصول عليه بيسر وسهولة , ولكن في النهاية هذه الفرحة لم تكتمل لهؤلاء المستبشرين وختاما اقول لهولاء المستبشرين عليكم بالرضاعة الطبيعية واقول لوزارتي الصحة والتجارة عليكم بالتعاون وحماية المواطن. د. محمد حصوصه استشاري امراض الجهاز الهضمي والتغذية للاطفال