من الجميل أن تكون للإنسان هواياته الشخصية التي لا ينفك عن ممارستها حيناً من الدهر أو ربما أحيان الدهر كله حتى لو تقلّد أعلى المناصب فهذا لا يعني أن يجعل منصبه وبالاً على هوايته المحببة إلا إذا كانت تلكم الهواية متعارضة مع متطلبات منصبه كأن يتم تعيين أحدهم -مثلاً- مسئولاً عن حماية الحياة الفطرية بينما يتحيّن الفرص ليقتنص ببازه أندر الفصائل الحيوانية (اللذيذة) ! وزيرنا – نحن المعلمين - أبو المعالي – سلّم الله براجمه من الأوخاز – عُرف عنه شغفه بهواية (التصوير) ؛ وهي هواية جميلة وممتعة لا سيما وأنها ترتبط – لدى وزيرنا فقط – بشرف الالتقاط حينما تتراقص عدسات آلته طرباً وهي تولّي وجهها شطر أبيض الوجه والقلب (أبي متعب) –سلّم الله ساحتَه من الدخلاء!- .. ولم يسمح وزيرُنا أبو المعالي لكُرسيّه الوثير في الوزارة أن يحرمه من ممارسة هواية التصوير ما دام أنها –نظرياً- لا تتعارض مع تعاميم وزارته ! إلى هنا ونحن مع وزيرنا أبي المعالي قلباً وقالباً وإقلاباً وإظهاراً !! في استمتاعه بهوايته الجميلة .. ولكن ما يقلقني ويقلق أحبتي من زملائي المعلمين وزميلاتي المعلمات هو أن يتحول شغف وزيرنا المحبوب جداً بهواية التصوير إلى حدٍّ يحوّلها من مجرد هواية إلى (نمط حياة) ! .. وهذا – والله – من أشد البلاء ! .. نسأل الله السلامة والعافية ! ولتوضيح هذه المخاوف لعامة القراء الكرام أعطي مثالاً أرجو أن يكون كفيلاً بالتوضيح .. هَبُوا أن أحدهم جيء به من مركز رأس الحربة في أحد فرق الحواري ليتم تعيينه – بقدرة قادر – رأس حربة في وزارة المواشي والأنعام مثلاً !! .. وبما أنه ثملٌ بحب رياضة القدم التي باتت تشاركه حياته فقد أصدر أوامره الكريمة وقراره الحكيم بتشكيل منتخبات من شتى أنواع المواشي للمسابقة في دوري (شنينه) الاحترافي !! (وشنينه هي المنتج الراعي لدوري الاحتراف) ! .. ولأجل عيون (رأس الحربة) وهوايته فقد انقرضت أنواع كثيرة من المواشي تحت أقدام أنواع أخرى على مبدأ ( يا كأس أصفر يا دم أحمر ) !! وهذا ما يخشاه المعلمون والمعلمات على وزيرهم المحبوب جداً !! (أي استحالة الهواية إلى نمط حياة) .. خصوصاً وأن بوادر (تلبّس) هواية التصوير لوزيرنا قد ظهرت فعلاً !! .. فبعد استلامه للوزارة أعلن أنه بحاجة إلى مئة يوم أو يزيدون (إذا احتسبنا أيام ما قبل التصريح!) ليتعرف على مشاكل وزارته ومواطن الجرح والتعديل فيها ! .. وقد استوفى أبو المعالي كامل المئة يوم بلياليها ليعلن بعدها أنها غير كافية لأخذ (صورة) واضحة وتشخيص دقيق لحال الوزارة ! .. وهذا يعني أن وزيرنا المحبوب قد استهلك تلك المئة في (تصوير) مشاكل الوزارة ! .. لكنني أعتقد أن الوزير لا يمتلك كاميرا رقمية بل لازال متمسكاً بكاميرات (التحميض) ! .. وهو ما يعطيه المبرر ليطلب عشرة أضعاف المهلة السابقة رغبةً في تحميض (صوره) التي التقطها خلال فترة (التصوير) المئوية الأولى ! .. وبعملية حسابية يسيرة يتبيّن لنا أن وزيرنا المحبوب جداً سوف يقضي 90% من فترة منصبه الوزاري في مزاولة هوايته الممتعة جداً (التصوير) !! .. وهذا ما يُثير تعاطفنا حيال حالة (تلبّس الهواية) التي يعاني منها أبو المعالي ليدفعنا ذلك لاستدراك ما يمكن استدراكه من خلال اقتراح سأطرحه على زملائي وزميلاتي وهو : أن يكفّ جميع الزملاء والزميلات عن إرسال برقياتهم الهاتفية لمعاليه التي تتضمن مطالبته بمساندتهم في تحصيل حقوقهم .. وأن يكتفوا بإرسال برقيات هاتفية تتضمن آيات من كتاب الله العزيز مصحوبة بهمسات (النفث) كي يساهموا –بإذن الله – في تفكيك حالة (التلبّس) بين وزيرنا المحبوب جداً وهوايته الجميلة !! عبدالرحمن بن صالح الحمادي - الزلفي