! كنا في السابق إذا شاهدنا رجل مرور نحسب ألف حساب خوفاً منه وتقديراً له ونحن لم نبدأ بقيادة السيارة .. أخذنا ذلك من آبائنا وإخواننا الذين سبقونا في قيادة السيارة والتعامل مع رجال المرور القداما ولكن !! في وقتنا الحالي أصبح رجل المرور \" مع احترامي له \" رجلاً عادياً لا فرق بينهم وبين موظف مدني في دائرة حكومية أو منشأة أهلية \" مع احترامي لهم أيضاً \" ولا اقصد بذلك التقليل ولكن أقصد التهاون في تطبيق النظام بحق كل من يخالف أنظمة المرور .. نجد الفرق الكبير بين رجال المرور ومراقبين البلدية !! فإذا شاهدنا إدارة الرقابة الشاملة بالبلدية فنجد مراقبين صارمين يطبقون النظام بحذافيره .. يفرضون الغرامات على المتجاوزين ، يغلقون المحلات المخالفة ، يرفضون الوساطات ولا يلقون لها بال ، وإذا قارناها بإدارة المرور فنجد رجالاً تركوا نظام المرور دون تطبيق حتى أصبح المخالف مقتنع أنه لان يطبق بحقه النظام الكامل .. يترك المفحطون بحجة عدم قدرتهم على القبض عليه ، يقبلون الوساطات تجملاً بزملائهم على حساب أمن وطنهم . أما في وقتنا الحالي أصبحنا نخشى مراقبين البلدية الصارمين ولا نخشى رجل المرور المتهاونين .. أصبح رجل المرور مع الأسف همه كيف ينهي وقت عمله ليخلع \" الزي العسكري \" إما بسبب أن هذا الزي شكّل له إحراج مع المواطنين أو أنه غير محب لعمله لأسباب أعرف شيء منها . * ضاعت هيبتكم يا رجال المرور بعد أن رأيت الدراجات النارية تستعرض أمام دورية المرور وكأنهم يقولون \" أعلى ما بخيلك أركبه \" . * ضاعت هيبتكم يا رجال المرور بعد أن رأيت أصحاب السيارات الشبابية تتجول بلا لوحات أمامية وكأنهم يقولون \" جازلك اللوحة الخلفية ولا كيفك !! \" * ضاعت هيبتكم يا رجال المرور بعد أن رأيت الفوضى والتفحيط وتعطيل الحركة في مواكب الزواج أمام الدورية التي دخلت بينهم ولا تستطيع الخروج منهم مع أن سفاتي النجدة وأصواتها المزعجة لم تسكت وكأن قائدي الموكب يقولون \" حيا الله من زار وخفف\" * ضاعت هيبتكم يا رجال المرور بعد أن رأيت التفحيط قد انتشر في محافظتنا الغالية ليلاً ونهاراً وكأنهم \" صيفنا بتفحيطنا أحلا \" * ضاعت هيبتكم يا رجال المرور بعد أن سمعت أن أحد الدوريات رشقت بالحجارة من قبل متجمهرين في مواقع التفحيط وكأنهم يقولون \" المكان يتعذّرك \" * ضاعت هيبتكم يا رجال المرور بعد أن رأيت المقيمين يقودون السيارة بلا رخصة ويقطعون الإشارات أيضاً وكأنهم يقولون \" مثلنا مثل شبابكم \" فأعيدوا زمن قبل أن تضيع أمجاده .. وردوا مجدا قبل أن تتقطع أسبابه .. واعملوا بروح المواطنة لا الموظف قبل أن نغرق في مشكلات أمنية ستكونون ضحيتها قبلنا . عبد الرحمن علي الخليفي / عنيزة [email protected]