كانت الأصداء كبيرة جدا لنجاح معرض الرياض الدولي للكتاب من جميع الجوانب كتظاهرة ثقافية فكرية علمية سياحية في آن معا . كان الإعداد مميزا والترتيب متقناً رافق ذلك إشراف فريق محترف أصحاب دراية و معرفة كلاً في تخصصه وكلاً في مجاله وبناء على هذه المعادلة من التميز والرقي في العمل التنظيمي والترتيب الإداري والاستعداد الإعلامي والتنسيق في أمور العلاقات العامة والترتيبات الاجتماعية واللوجستية كان هذا النجاح الكبير حيث ركب الناس السيارات والطائرة وقطعوا المئات من الكيلو مترات بغية حضور هذه التظاهرة الكبيرة والتي كانت ناجحة منذ البداية فاستفزتهم للحضور والمشاركة رغم بعد المسافة .. كهذا تكون المهرجانات لوحة وردية من كل بحراً قطرة ومن كل بستان زهرة يلمس القاصي والداني العمل والانجاز والإتقان والتفاني وكل ذلك من اجل إيصال رسالة إلى المتلقي فهو دائما المقصود من هذه المهرجانات وهو المستهدف بطبيعة الحال . وعليه فلابد أن يكون راضيا مسرورا فرحا ومحبورا وهو يشارك في هذه الفعاليات والمناشط ويحس انه جزء منها . ولعل التميز الذي سرني في معرض الكتاب والذي انتظر أن يكون عرفا سنويا في كل المناطق والمدن لمزيد من الوعي الثقافي والمعرفي والقيمي وهي عادة حميدة أتمنى أن تعمم وتنتشر في المدن والقرى في الجامعات والكليات في المدارس والمساجد وأينما حل الإنسان وعقله المتعطش للعلم والمعرفة والحكمة والرأي السديد . فالقراءة سر النهضة وبوابة الحكمة ومخزن التجارب ومصنع المجتمع الأول وعلى رأس هذه الكتب الدستور والمنهج والغاية والمخرج القران الكريم وعلومه وباقي العلوم الأخرى على اختلافها وتنوعها واختلاف مصادرها ومؤلفيها واختلاف بلدانهم وأقطارهم والثقافات التي ينتمون إليها. ولعل أعرج على الصورة الهزيلة التي ظهر بها مهرجان الربيع ببريدة حيث غاب الإعلام وتأخر رصد الفعاليات ولمس القاصي والداني الخلل في التنظيم وتوزيع المهام !! ولعل ذكرنا للكرنفال الثقافي في معرض الكتاب يحفزنا على مزيدا من العمل باحترافية وتنظيم اكبر وتلافي لكل الأخطاء والقصور أيا كان وإنزال أهل الخبرة والاختصاص منازلهم فالعالم كله يدين للخبراء والمتخصص في كل مجال مهما كان ذلك دقيقا ومن هنا يأتي النجاح الباهر وتجبر الناس لكي يخرجوا من بيوتهم لكي يعرفوا ما هو الجديد الذي سوف تقدمه لهم . فالإغراق بالعموميات وترك التفصيلات وتداخل الصلاحيات هو الذي جعل هذا المهرجان الذي ينتظر منه أكثر من مليون ونصف شخص هم سكان المنطقة وزوراها الكثير والكثير من التميز والإبداع والترويح والامتناع لهم ولعائلاتهم على حد سواء وبأنشطه متنوعة وأفكار إبداعية مميزة لكل أفراد الأسرة وأطياف المجتمع . وينتظرون منه ان يكبر ويتطور كما يكبر احد أولادهم أمام أعينهم ويترعرع . إن المهرجانات والفعاليات لازالت تدار لدينا بأسلوب تقليدي كلاسيكي بعيد عن التخصص والتحضير المتقن لها ولهذا تضيع جهود الكثيرين في بحر من الثغرات والعثرات والتقصير والازدواجية والتأخر وعدم الإعداد المتقن فتظهر الصورة باهتاً وهي بالأساس جميلة جذابة فتغيب الشمس قبل أن تشرق !! كما أنني اعزوا هذا القصور أيضا إلى غياب الإعلام المتخصص بأخبار المنطقة والمنطلق منها والذي ينقل الفعاليات والبرامج المختلفة التي تنتشر في رحاب المنطقة الواسعة وتسلط الضوء على المواهب والقدرات والطاقات التي تخرج لنا كل يوم ولكن تضيع بلا متبني أو راعي أو داعم أو إعلام متبني وخادم .. إن وجود وسائل الإعلام المتنوعة من الصحيفة إلى الإذاعة والتلفزيون في المناطق والمدن أمر مهم لنقل أخبار المدن والمناطق الإدارية والمساهمة الفاعلية في تنمية المدن المجتمعات والأفراد لما يلعبه الإعلام من دور ايجابي في التنمية والتطوير والتعبير الحقيقي عن نبض الشارع ومكنونه الايجابي وهي لعبة لها أصولها ولها تبعاتها وفوائدها الايجابية الجمة على الجميع الأفراد والمجتمعات فمتى نعطي العمل الاحترافي والإعلام حقوقهما ونستثمر من خلالهما وبهما !! و متى نرى صحيفة القصيم وقناة القصيم الفضائية وإذاعة القصيم fm وقس على ذلك في باقي المناطق والمدن . أتمنى ألا نسمع قريبا العبارة الشهيرة \" الموضوع تحت الدراسة \" تحياتي القلبية للجميع سلطان بن عبدالرحمن العثيم مدرب معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات [email protected]