علمت مصادر أن وزارة التربية والتعليم تدرس تأليف مناهج تعليمية خاصة للكبار للمراحل الثلاث، تناسب احتياجاتهم ومتطلباتهم، وموافقة لمراحلهم العمرية. وأكدت المصادر أن عددا من مشرفي تعليم الكبار والمناهج يتباحثون للبدء في إعداد خطة لتأليف مناهج مناسبة لهم، مخالف لما يتم تدريسه لطلاب وطالبات التعليم العام، مشيرة إلى أن البداية ستكون في تأليف منهج يستهدف المرحلة الابتدائية كمرحلة أولية. وقالت المصادر إن هذا التوجه يأتي بعد عدد من التقارير والتوصيات المرفوعة للوزارة، تشير إلى أهمية وضع مناهج خاصة بتعليم الكبار والليلي، وذلك لضعف الجدوى الحاصلة من تدريس المناهج السابقة. يأتي ذلك في الوقت الذي تؤكد وزارة التربية والتعليم أن نظام تعليم الكبار يهدف إلى محو الأمية بين جميع المواطنين بمختلف فئاتهم، وعلى إعداد المواطن المستنير ليتمكن من إفادة نفسه والإسهام في النهوض بمجتمعه، إضافةً إلى إعطاء فرصة التعليم لمن فاتهم في بداية حياتهم لأي ظرف، وأن من أهدافه أن يكون متجددا ويتماشى مع التعليم العام من حيث تطوير المناهج وتوزيع البرامج التي تسهم في محو الأمية. إلى ذلك شرعت "التربية" في إشراك الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم في طرح وجهات نظرهم في المناهج التعليمية، وذلك من خلال عدد الملتقيات التعليمية، ورغبة منهم في تحسين المنهج ورفع مستوى تأثيره بما يحقق الأهداف المرجوة ويحسن التعلم والتعليم. وقال سعود العبد اللطيف مساعد مدير التخطيط والتطوير، إن من أهداف الملتقيات نشر ثقافة المنهج لدى المعنيين (منطلقات المناهج وتوجهاتها، استراتيجيات تنفيذ المناهج وأساليبها، عمليات التطوير المستمر، التوجهات العالمية حول المناهج)، إضافة إلى توظيف خبرات المعنيين بالمنهج في تقديم تغذية راجعة منظمة حول المناهج الدراسية ومشروعاتها، بما يسهم في تحسينها وتطويرها. وأشار العبد اللطيف إلى أهمية تعزيز الشراكة مع المعنيين بما يحقق نشر ثقافة المنهج، وتقديم التغذية الراجعة بشأن المناهج وتنفيذها، وتحقيق التفاعل المتبادل مع عمليات التطوير المستمر للمنهج، وتحسين تنفيذ المنهج. وفي السياق نفسه أقيمت أمس، ورشة لجان تعديل وتكييف منتجات المشروع الشامل للمناهج، لتطبيقها على الدارسين والدارسات بمراكز تعليم الكبار النظامية. وأوضحت الدكتورة هيا العواد وكيل الوزارة للتعليم لشؤون البنات، إلى أهمية تركيز اللجان العاملة في المشروع، على نقاط الضعف والعمل على تطويرها في المناهج المعمول بها حالياً، وإدخال عديد من المواد التي تضمن لنا التغير والتطور نحو الأفضل، كالمهارات الحياتية، إدخال مادة الحاسب الآلي، اللغة الإنجليزية، وغيرها من المهارات التي تسهم في الارتقاء بهذه المرحلة من تعليمنا، وتحقق الجودة المأمولة في مخرجاتنا التعليمية. من جانبها، أكدت فوزية الصقر مدير عام تعليم الكبار للبنات، أن فكرة مشروع تطوير كتب مدارس تعليم الكبار (نظام ثلاث سنوات)، جاءت لتواكب التطور الحاصل في كتب التعليم العام، وذلك من خلال تعديل وتكييف منتجات المشروع الشامل في المرحلة الابتدائية ودمجها مع مناهج تعليم الكبار، لتطبيقها كنسخ خاصة للدارسين والدارسات لتتلاءم مع احتياجات الكبار وخصائصهم في مدارس تعليم الكبار بنين وبنات. وأشارت الصقر، إلى أن اختلاف أنماط الكتب المدرسية (كتاب الطالب، وكتاب النشاط)؛ استوجب وضع محددات وموجهات من أجل توحيد مسار الفرق المتخصصة التي ستتولى تعديل وتكييف تلك الكتب، ليتحقق من خلالها التكامل والترابط بين تلك الأنماط جميعها، ليصبح الناتج فيما بعد ترجمةً للأهداف المرجوة، الرامية إلى تحقيق أهداف تعليم الكبار انطلاقاً من أهداف السياسة العامة للتعليم في السعودية. وأبانت الصقر، أن هذا المشروع سيتم تطبيقه كمرحلة تجريبية في العام الدراسي 35/36ه في جميع مراكز تعليم الكبار بنين وبنات في جميع مناطق المملكة.