أكد عدد من العمالة والخادمات الإندونيسيات أن ما يسمى ب«رسالة الانتقام» التي راجت أمس عبر «الواتس أب» ليست سوى مجرد شائعة لا أساس لها من الصحة، تحاول إحداث شرخ في العلاقة بين العمالة الإندونيسية والمجتمع السعودي، وتشويه صورة العمالة الإندونيسية، مؤكدين براءتهم من مثل هذه الرسائل المزعومة، ومعربين عن إدانتهم التامة للجريمة البشعة التي ارتكبتها الخادمة التي يجب أن تنال عقوبتها الشرعية. وكانت رسالة راجت أمس عبر «الواتس أب» تشير إلى اتفاق الخادمات على تخصيص يوم الثامن من أكتوبر للقيام بما وصفوه بالانتقام من العائلات السعودية وقتل الأطفال والتخريب انتقاما للخادمة قاتلة الطفلة تالا. لكن السائقين والخادمات الإندونيسيات الذين أقروا بأنهم سمعوا بالشائعة، اعتبروا وعي المجتمع السعودي هو الكفيل بدحضها، مشيرين إلى أنهم يعملون في المملكة منذ سنوات ولم تحدث منهم تصرفات جماعية غير لائقة، فيما اعتبروا ما أقدمت عليه الخادمة قاتلة الطفلة تالا تصرفا فرديا لا يعبر عن أي خادمة أو عامل إندونيسي يعمل في المملكة. وعبر رزجال وهو سائق لدى إحدى العائلات السعودية عن استغرابه من تداول مثل هذه الأخبار، مشيرا إلى أنه لم يصدق مثل هذه الشائعات لأنها لا تمثل الغالبية من العمالة الإندونيسية، في حال ثبوتها، مؤكدا أنها لا تخرج عن كونها كذبة تروج عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأكدت الخادمتان سنتون وسوكانو أنه يجب ألا تعمم مثل هذه الأخبار على كافة الخادمات بافتراض صحتها، وإن كانا لا يشكان لحظة واحدة في أنها شائعة لا أساس لها من الصحة. وأقر عارف حارس إحدى البنايات بأنه سمع عن مثل هذه الأخبار، لكنه لم يتلق أية رسالة من أية جهة تشير إلى ذلك، مؤكدا أنها شائعة هدفها تشويه صورة العمال والعاملات الإندونيسيات لدى الأسر السعودية. وأشارت الخادمة هاتيك إلى أنها سمعت مثل هذه الأخبار ولكنها غير مبالية بذلك، لأنها تعلم أن العمالة الإندونيسية تكن كل تقدير للأسر السعودية، ولا يمكن أن يكون هناك أي نوع من الانتقام، مشيرة إلى أن الخادمة التي قتلت الطفلة تالا ارتكبت جريمة بشعة يجب أن تعاقب عليها، ولا تقرها أي شريعة أو أخلاق، وهو تصرف فردي، فيما الجميع يحترم الأنظمة السعودية. تبرؤ من الجريمة و تبرأت خادمات آسيويات عن فعلة قاتلة الطفلة تالا في ينبع وطالبن عبر المصادر بإيقاع أقصى عقوبة على الفاعلة حتى تكون عبرة لغيرها، وقلن إن ما ارتكبته المتهمة من جرم لا يغتفر وتستحق عقوبة الشرع. وطالبت أخريات بضرورة التحقيق مع المتهمة وصولا للحقيقة والبحث عن دوافع جريمتها والتقصي عن حالة المتهمة العقلية والنفسية لأن ما ارتكبته من جرم لا يقدم عليه إلا مريض موغل في المرض. سمياتي خادمة اندونيسية من جزيرة جاوا بدأت حديثها بقولها: هذه فتاة مجنونة لا تعي ما تفعل.. وأنا علي يقين بأنها غير طبيعية وإن ثبتت التهمة عليها فإنها تستحق القصاص لأنها قتلت وأجرمت في حق طفلة بريئة لا ذنب لها.. نحن نتبرأ من فعلتها المنكرة.. وتستحق القتل. عزيزة خادمة اندونيسية من منطقة سوكايومي عبرت عن استيائها مما فعلته ابنة جلدتها مؤكدة على أنها يجب أن تنال العقاب الذي تستحقه وهو في نظرها القتل، وفي رد على سؤال ماذا تفعل لو قام شخص بقتل أحد أبنائها فقالت: أفعل به مثل ما فعل، وهي ترى أن المتهمة مريضة وأن قصة الرسالة التي تحدثت عنها مجرد تخيلات شيطانية مستبعدة أن يكون هناك من أرسل لها رسالة تحرضها على قتل تالا. حميدة إندونيسية من بوراد قالت: كون عائلة الطفلة المغدورة كريمة معها ولم تتسبب في أذيتها وظلت تعامل المتهمة بصورة طيبة فإن ذلك يشير إلى أن المتهمة ربما تعاني من مشاكل وأزمات أسرية في بلدها، وربما مصابة بالعته والجنون وترجمت أمراضها بالجريمة البشعة النكراء. وقالت حميدة انه في بعض البلدات الإندونيسية حدثت وقائع مماثلة، مؤكدة أن قاتلة تالا تستحق القصاص والقتل تنفيذا لشرع الله إن ثبتت عليها الجريمة، لأنها قتلت الطفلة غيلة وغدرا. أما نور من جزيرة جاوا فقد أبدت بعض التعاطف مع الجانية وطالبت بفحصها جيدا والتأكد من سلامة عقلها وأضافت أنه في حال ثبوت سلامة عقلها ترى أن ينفذ فيها القصاص. وأضافت مستدركة: ما أقدمت عليه الخادمة إساءة للخادمات الإندونيسيات ويضر بهن في سوق العمل.سيتي الخادمة الفلبينية أكدت على فظاعة ما قامت به قاتلة تالا وذكرت: لا مبرر مطلقا لجريمتها حتى ولو كانت تعاني من ضيق أو مشاكل، كان يجب عليها أن تذهب إلى سيدتها وتصارحها بما تعاني منه وليس هناك في الدنيا ما يبرر فعلتها، ومع ذلك تطالب الخادمة الفلبينية بضرورة التحقيق معها وفحص قواها العقلية. أما الخادمة الاثيوبية رقية فعبرت عن مشاعرها الحزينة بالدموع وقالت: هذه المجرمة تستحق أقصى العقوبة لأن جريمتها غريبة وشاذة. وتتفق معها زميلتها شمسة التي تتصور أن المتهمة مجنونة أو تعاني من خلل نفسي وعصبي. أم حسام تقول عندما علمت بحادث تالا لم أستطع النوم وأخذت أضرب أخماس في أسداس ووصل بي الحال أن فكرت في الاستغناء عن خادمتي ومنعت أطفالي من الجلوس معها.