تعيش محافظة عفيف منذ شهر أزمة خانقة في المياه بعد توقف مياه المشروع عن الدفع لخزانات أغلب الأحياء بشكل كامل، بسبب تعطُّل إحدى المضخات التي تغذي المحافظة وقراها من منطقة القرنة - شرق الدوادمي؛ ما جعل معظم السكان يلجؤون لشراء الصهاريج من السوق السوداء بأسعار تتجاوز 300 ريال، أو الانتظار لثلاثة أيام وأكثر للحصول على صهريج ماء من مقاول المياه بالتسعيرة المحددة ب 50 ريالاً للصهريج الصغير أو 70 ريالاً للكبير وتعاني عفيف أساساً* قلة الكمية المخصّصة لها من فرع المياه بالدوادمي، وهو ما يفاقم معاناتها دائماً بسبب المشكلات المتعددة في البنية التحتية للمياه وتهالك كل خطوط الشبكة القديمة وعدم وجود خزانات مياه سوى واحد فقط تجاوز عمره (30) عاماً وعدم وجود أبراج توزيع للأحياء البعيدة عن الخزان الوحيد في شرق المحافظة. "سبق" تلقت شكاوى متعددة من سكان محافظة عفيف، منهم: متعب المرشدي وحسين ساعد ومحيا غايب وسعد الميموني ونمر الغبيوي وعقاب ساعد، حيث أكّدوا خلالها عدم وصول المياه لمنازلهم منذ أكثر من ثلاثة أسابيع من جرّاء تعطل المضخة التي تغذي المحافظة بحسبما أفادتهم إدارة المياه عند مراجعتهم لها - حسب قولهم. وعبّروا في الوقت ذاته عن استيائهم من الانقطاعات المتكرّرة في المياه، والتي أصبحت هاجساً يؤرق الأهالي منتقدين تأخر الجهات المسؤولة في عملية الصيانة للمضخة المعطلة وإصلاح الخلل وهو الأمر الذي أوجد بشكلٍ مباشرٍ أزمة حقيقة في المياه في المحافظة وقراها، وفتح المجال أمام أصحاب الصهاريج من تجار الأزمات باستغلال جيوب المواطنين ورفع الأسعار في السوق السوداء إلى مبالغ تتجاوز (300) ريال للصهريج الواحد. وطالبوا إدارة المياه في عفيف بضرورة اتخاذ الإجراءات الضرورية والعمل السريع على حل تلك المشكلة، كما طالبوا المديرية العامة للمياه بالرياض بزيادة الكمية المخصّصة للمحافظة مؤكدين أنها لم تعد كافية لتغطية أكثر من (39) مخططاً داخل المحافظة، إضافة إلى القرى التابعة لها. وطالب مواطنون آخرون بضرورة تغذية محافظة عفيف من البحر الأحمر عن طريق محافظة مهد الذهب حيث قال متعب نوار وعمر عوض إنه من المعلوم أن محافظة عفيف تقع في منطقة الدرع العربي الذي يعاني شح المياه، وعفيف الآن تعتمد بشكل كلي على مياه آبار القرنة التابعة للدوادمي والمعرّضة للنضوب في أي وقت، وأن الحاجة الآن أصبحت ملحة جداً لتغذية عفيف من المياه المحلاة من البحر الأحمر عن طريق محافظة مهد الذهب والتي لا تبعد عن عفيف سوى (200) كلم فقط. وناشد الجميع وزير المياه والكهرباء اعتماد إنشاء خزانات إضافية للمحافظة وأبراج توزيع للمياه في الأحياء البعيدة حيث إن أكثر المنازل خاصة البعيدة عن الخزان لا تنتظم لها تدفق المياه؛ وإن حصل فتكون ضعيفة ولا تفي بالغرض بسبب بُعد الخزان الوحيد عنها.