يتكرر كل عام التساؤل حول الأمور المتعلقة بفقه الصيام، وذلك لمعرفة هل هي من المفطرات أم لا، خاصة أنها تمارس بشكل يومي في بعض المنازل، كالبخور، أو العطور، أو استخدام المعجون أثناء السواك، أو لعدم غنى المريض عنها لحاجته لها لاستخدام «البخاخ الهوائي» لتوسيع الشعب الهوائية لمن يعانون من الربو، أو استخدام الإبر بنوعيها المغذية وغير ذلك، أو الحاجة للتبرع بالدم، ومدى نطاق هذا التبرع المفسد للصيام، وكذا الحجامة، أو استنشاق المتسوق لبعض الخضراوات كالنعناع. عضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي الحكمي أجاب على هذه التساؤلات، مشيرا إلى أن البخور إن تخلل إلى الحلق فيخشى أنه من المفطرات والسبب أنه من ذوات الروائح التي تصل إلى الحلق والتي لها طعم أحيانا، لافتا إلى أنه ومن الأولى ترك العطور في نهار رمضان خشية شعور المرء بطعمها وخصوصا عطر البخاخ أما دهن العود فإن لم يكن نفاثا إلى الحلق ولا يشعر المرء بطعمه فلا حرج. وبين أن خروج الدم فيه تفصيل فإن كان بسيطا كتحليل السكر فلا يعتبر من المفطرات وما عداه من التبرع فإنه يفطر. وفصل في مسألة الإبر مشددا على ضرورة التفريق بين الإبر المغذية من غيرها، قائلا: بلا شكل تفطر الإبر المغذية وما عداها من التي تأخذ في العضل فلا بأس بها أما الوريد فالأرجح أنه من الإبر المغذية والمفطرة. وحول الجدل بشأن استخدام البخاخات الهوائية للمرضى لتوسيع الشعب المساعدة على التنفس فرأى أن ذلك ليس من المفطرات ما لم يحتو الهواء على مادة تؤثر على الصيام، مشيرا إلى أن الأولى امتناع استنشاق بعض الخضراوات كالنعناع لتفحصها وذلك اجتنابا من وصولها إلى الحلق، ذاكرا قاعدة عامة في ذات الروائح وهي كلما وصلت الرائحة إلى الحلق ولها طعم فهي من المفطر والواجب تجنبها. ونوه بأن الحجامة في نهار رمضان فيها أقوال والأولى عدم اللجوء إليها أثناء الصيام خروجا من الخلاف، وخلص: «استخدام المعجون في نهار رمضان لا يفطر ما لم ينزل إلى الحلق».