قال الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: إن الإعلان عن بدء شهر رمضان لابد أن يكون من جهة شرعية ،وقال: على المسلم أن يراعي وقت بدء الصيام ويتحقق منه من طلوع الفجر الصادق حتى غروب الشمس ولا صيام لغير المسلم ،مضيفا بأن المرأة الحامل إذا لم يشق عليها الصيام صامت أما إذا كان عليها مشقة فتفطر وتقضي،جاء ذلك في حوار مع د. الشبل عن الصيام ومقتضياته وفيما يلي نصه : · * ماهي الدروس والفوائد المستفادة من الصيام؟ - هناك العديد من الدروس المستفادة من الصيام منها:العبودية لربنا عز وجل بامتثال أمره لمّا فرض علينا الصيام لهذا الشهر، التزهيد بالدنيا والطعام والشراب والشهوة والترغيب بثواب الاخرة.،تزكية النفوس والإحساس بالفقراء والمعوزين واستشعار حاجاتهم ، تضييق مجاري الشيطان من المسلم بضيق مجاري عروقه (لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) ، كسر شهوة النفوس وتهذيبها وترويضها بالاستجابة لأمر الله. * هناك من غير المسلمين من يريدون الصيام مع المسلمين تضامناً.فهل لهم أجر؟ _ صيام رمضان فريضة على كل مسلم وغير المسلم لا يصح صيامه حتى يسلم. وعلى المكلف بالبلوغ فلا يجب على الصغير والمجنون ولو صاما كان نافلة. * الكذب والغيبة والحسد..هل يفطر بها الصائم؟ الكذب والحسد والنميمة والأخلاق والأقوال الفاسدة محرمة .. وهي من الكبائر لكنها لا تفسد الصيام فتوجب القضاء ،وهذه الذنوب والخطايا تنقص أجر الصيام وقد تذهب به فلا يكون للصائم أجر ، ففي الحديث: (من لم يدع قول الزّور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) والصوم لصاحبه مدرسة في ترك الشهوات والمباحات في وقت مخصوص بنهار رمضان مما يهذب نفوس المؤمنين الصائمين لترك المحرمات والذنوب وترك المكروهات ولهذا قال بعض السلف: أهون الصيام الطعام والشراب.. فالواجب على الصائمين حفظ جوارحهم بحفظ اسماعهم وابصارهم وألسنتهم وحواسهم من الحرام في رمضان بل وفي غيره لا سيما وسائل الإعلام تتنافس في شهر الخيرات على إغواء الناس وإضلالهم !!!ولا حول ولا قوة الا بالله تعالى . * ومن الذين يعذرون بترك الصيام؟ - الذين يعذرون بترك الصيام أنواع وهم: المريض والعاجز عن الصيام لكبر أو مرض مزمن فعليهما الإطعام عن كل يوم مسكيناً أما المريض بعارض يزول فعليه الصوم بعد شفائه..و المسافر ويجوز له الفطر وعليه القضاء،قال تعالى(فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أُخر).و المرأة المعذورة بحيض أو نفاس لا يجوز منهما الصوم حال عذرهما ، ولو صامتا لا يصح الصوم منهما وعليهما قضاء الصوم بعد رمضان حال طهرهما.. * وماذا عن المرأة الحامل إذا حدث لها مشقة من الصوم؟ - المرأة الحامل إذا استطاعت الصوم ولم يشق عليها صامت ، أما إذا شقّ الصوم عليها أو على جنينها فإن الشريعة لم تكلفها الصوم ورفعت عنها المشقة والحرج لسماحة ديننا ومراعاته حاجات العباد قال تعالى : (وما جعل عليكم في الدين من حرج). فإذا خافت المرأة الحامل على نفسها أو على جنينها جاز لها الفطر في نهار رمضان وعليها بعد رمضان قضاء ما أفطرته من رمضان.. او إطعام عن كل يوم افطرته مسكيناً..وكذلك المرأة المرضع إذا شقّ عليها الصيام خوفاً على رضيعها عليها الفطر ثم:القضاء عن الأيام التي أفطرتها.. أو إطعام عن كل يوم مسكينا. * هناك من لا يعرف مفسدات الصيام فيقع فيها .. فما هي نصيحتكم لهم؟ هذا سؤال مهمّ لابد من معرفته حتى يصح صيام المسلم ويسلم من فساده وهي:الأكل والشرب فمن أكل أو شرب ناسياً فلا يضرّه لما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم (من نسي وهو صائم أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه ربه وسقاه) ، والجماع في نهار رمضان فمن وقع فيه أو زنى والعياذ بالله فعليه ثلاثة أمور: قضاء اليوم الذي وقع فيه الجماع. ، الكفارة بعتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً.. (التوبة النصوح إلى الله بالفطر متعمداً بالجماع. هذا يجب على الرجل والمرأة إذا كانا مطاوعين مختارين..) · * وماذا عن المرأة التي يكرِهها زوجها على الجماع في نهار رمضان؟ - إذا كانت مكرهة ومجبرة على الجماع فالإثم على زوجها الذي أكرهها أما هي فلا إثم عليها وإنما فسد صيامها ذلك وعليها قضاء يوم بدله.. * هل إنزال المني شهوة في نهار رمضان يفسد الصوم؟ _ إنزال المنيّ شهوة إما بسبب نظر أو لمس أو تقبيل ونحو ذلك، يفسد الصيام * وماذا عن الاستفراغ؟ _ الاستفراغ بالقئ بإخراج ما في المعدة من طعام وشراب عن طريق الفم لقول النبي صلى الله عليه وسلم (من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء عمداً فليقضِ).. * هل إخراج الدم من الجسد بالحجامة يفسد الصوم؟ - إخراج الدم من الجسد بالفصد أو الحجامة أو النزيف الكثير متقصداً أو متعمداً لقول النبي صلى الله عليه وسلم (أفطر الحاجم والمحجوم) حيث خروج الدم يضعف البدن والصوم كذلك والشريعة لا تجمع على الإنسان ضعفين فتسبب هلكة الإنسان.. * كيف ترون من يبالغ في المضمضة؟ _عدم المبالغة في المضمضة والاستنشاق لئلا يذهب الماء إلى جوفه لقوله صلى الله عليه وسلم (وبالغ في الاستنشاق إلى أن تكون صائماً) _الأكل والشرب من المفطرات بالإجماع سواء كان ذلك عن طريق الفم أو كان عن طريق الإبر المغذية بالجلكوز وغيره عبر الوريد فإنها في حكم الأكل والشرب فهي من المفطرات.. _أما الإبر غير المغذية كالمخدرة موضعياً فغير مفطرة والأولى تجنّبها حال الصوم لكن عند الحاجة إليها كخلع سنّ مثلا فلا مانع ولا يؤثر على الصوم.. * وماذا عن حكم التبرع بالدم؟ هذان حكمان مختلفان : أما استخراج الدم لأجل التبرع للمرضى وغيرهم فهذا مفطر يجب عليه القضاء .. أما اخراج دم قليل لأجل التحاليل المخبرية فهذا قليل لا يضرّ الصيام ولا يؤثر فيه كما لو خرج الدم بغير اختيار الصائم برعاف أو جرح أو نزيف مثلاً فهذا لا يضرّ صومه والحمد لله.. * وماذا عن مداواة العين بالقطرات؟ _ نعم مداواة العين بالقطرات الطبية وغيرها لا يضر الصيام كالكحل بل هو أولى لأن الدواء داعيه وسببه الحاجة أما الكحل فداعيه الزينة والترفه والكمالات..ولكن العلماء يقولون: يكره التكحّل ونحوه لأنه يحسّ بطعمه في الحلق.