كشف المدير العام للمرور اللواء سليمان العجلان، أن الجمعيات التعاونية المرورية تجد الدعم من المرور، وأنها بانتظار اعتماد الجهات المختصة، مبيّناً أن هناك تضارباً بين الأرقام الصادرة من وزارة الصحة والمرور حول أعداد المتوفين بسبب الحوادث. وأوضح أن المرور يستقبل نقد الإعلاميين، رافضاً التهجّم على ما يتم طرحه في الصحافة حول عملهم، فيما أكد أن المرور يفضّل تفعيل شعار «المرور بلا مراجع»، بحيث لا يحتاج الفرد إلى مراجعة الإدارة، وإنما عمل ما يريد عبر التقنيات الحديثة. وقال العجلان : «المرور لا يتحمل وحده كل قضايا النقل، إذ يشترك في هذا الشأن المرور ووزارة النقل وأمانات المدن وهيئاتها التطويرية»، مضيفاً أن المرور مستمر في سحب السيارات التالفة، والمخالفة لأنظمة السلامة والبيئة في طرقات المملكة. وفي ما يلي نص الحديث: تردد خلال الفترة الماضية الحديث عن جمعيات تعاونية مرورية، ماذا حدث بشأنها؟ - هذه الجمعيات تهدف إلى الحد من الحوادث المرورية، ونحن في المرور ساندناها من بداية ظهور فكرتها، وأحيلت للجهات المختصة مثل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وبدأت بوضع تصوّر للسلامة المرورية، والآن تحتاج هذه الجمعيات إلى موافقة الجهات المختصة، لأنها ستكون تحت مظلة الحكومة وستجد منها الدعم. ذكرت بعض المواقع الإلكترونية، أن أرقام المتوفين من الحوادث 12 ألف متوفى، وهو أكثر من الرقم المعلن بأكثر من خمسة آلاف متوفى، فما هو الإحصاء الأكثر دقة؟ - الرقم المذكور صادر عن وزارة الصحة، وهناك تضارب في الأرقام بين المرور ووزارة الصحة، ومن المعروف في الأنظمة العالمية أنه لا يتم تسجيل الوفاة بأنها بسبب الحوادث المرورية بعد مرور أكثر من 30 يوماً، فربما يكون تضارب الأرقام من هذا المدخل. صدرت فتوى شرعية حول مضاعفة المخالفات المرورية، بماذا قام المرور لتفعيل هذه الفتوى؟ - المرور لا يضاعف المخالفات، وإنما هناك حد أعلى وحد أدنى لها، ولو نأخذ مثلاً مخالفة قطع الإشارة، نجد أن الرسم المفروض عليها 500 ريال بحسب النظام، و900 ريال حد أعلى، فيتم الأخذ بالحد الأعلى إن لم يتم السداد خلال 30 يوماً، ولو بقي المخالف 20 عاماً من دون سداد فلن تزيد ريالاً واحداً عن 900 ريال. ظهر ارتفاع في أرقام الحوادث بين عامي 1432 و1431 ه، لماذا هذا الارتفاع، خصوصاً بعد تطبيق نظام ساهر؟ - عدد من وسائل الإعلام ومن ضمنها ، نشرت عن أرقام الحوادث في المناطق التي طُبق فيها نظام ساهر وكانت منخفضة، لكن نحن نتحدث عن مستوى المملكة، فنظام ساهر لم يُطبّق إلا في خمس مناطق وفي مدنها الرئيسية فقط، فمثلاً منطقة الرياض يُطبّق فيها ساهر في مدينة الرياض فقط، على رغم أن حدود المنطقة 700 كيلومتر حتى وادي الدواسر، و600 كيلومتر حتى الدوادمي وكل هذا غير مسجّل، فنحن نتحدث حتى عن المناطق التي لا يشملها ساهر، على عكس المناطق التي يشملها، كما في جدةوالرياض ومكة. لك خبرة طويلة في الإشراف على المرور، ألا تجد أن هناك حلاً مناسباً للقضاء على الازدحام الذي تشهده المدن الرئيسية في أوقات الذروة؟ - جميع المناطق تشهد ذروة في أوقات محددة، وبالذات أثناء دخول وخروج الطلبة والموظفين، وحول الأسواق في المساء، وشبكة الطرق في المملكة جيدة ومن الأفضل في العالم، لكن ما ينقصنا هو النقل العام، الذي يجب أن يكون موزعاً بين القطارات والحافلات وطرق المشاة، وبحث أمر النقل العام على مستوى المملكة مع وزارة النقل، وهناك لجان وفرق عمل مشكّلة باهتمام من القيادة العليا لحل إشكالية النقل العام، وبدأت البوادر كما رأينا في مدينة الرياض التي يُدرس فيها الأمر عبر هيئة تطوير الرياض، إذ رفعت دراسة للنقل العام على شارع العليا وطريق الملك عبدالله، كما أننا نجد شبكة القطارات التي تُنشأ على مستوى المملكة مثل قطار الحرمين الذي يربط الحرمين مع جدة والمشاعر المقدسة، وهو حيوي بالنسبة إلى المنطقة، والقطار الذي يربط المنطقة الشمالية بحائل والرياض والشرقية، فهذه الشبكة من القطارات لها أهمية كبرى. في الرياض نرى اكتظاظاً من بعض العمالة في الصباح الباكر من خلال التنقّل بمركباتهم التالفة، وقام المرور في فترة ماضية بسحب مركباتهم، فهل سيتم الاستمرار في ذلك؟ - أولاً هؤلاء يقدّمون خدمة جليلة، لأننا نعيش في طفرة بها مشاريع جبارة في جميع مناطق المملكة، وتحتاج هذه العمالة إلى ما تتنقل به، وبالتالي فإن علينا أن نوفّر لهم النقل العام حتى لا يستخدموا مركبات تالفة أو لا تتوافر فيها وسائل السلامة، وإنما نسمح لهم بسيارات تحافظ على البيئة والسلامة، فإن كانت مخالفة سيتم سحبها من الطرقات للحفاظ على السلامة. كيف تجدون تعامل وسائل الإعلام مع جهاز المرور؟ - نحن والإعلام نتشارك في الهم الوطني، وأنا أعترض على كل من يحاول أن يمنع الصحافي من أداء عمله، بل يجب أن يتاح له المجال وإن كان ما ذكره غير صحيح فيجب أن يتم الرد عليه، ولن يأتي أي إعلامي ليقول في يوم من الأيام إني سألته عن شيء نشره ولا عن أي شيء فعله، فنحن معاً في الميدان. كيف يمكن لأفراد المرور أن يكونوا قدوة للآخرين من خلال عدم مخالفتهم للأنظمة المرورية؟ - الأمن العام فتح المجال لزيادة الانضباط المروري، عبر أكاديميات خاصة لرجال الأمن لزيادة الوعي المروري، مع التشديد في معاقبة المخالفين منهم، فلا بد أن يكون هناك توازن بين التوعية والضبط، وهم قدوة في المجال المروري. مراكز المرور تعمل فقط خمسة أيام في الأسبوع، ونهاية الأسبوع هناك بعض المراكز التي لا تقوم بكل المهمات، فلماذا لا تكون هناك مراكز تعمل على كل الخدمات؟ - عمل المرور الميداني يكون طوال 24 ساعة في كل الأيام، أما بالنسبة إلى المراكز الإدارية فإذا كانت للحوادث المرورية فهي تعمل على مدار الساعة، وإذا كانت للرخص والاستمارات فتوجهنا أن نخدم المواطن في مكانه، كما في اللوحات الجديدة التي تم تسليمها للشركات والوكالات، فيستطيع المستفيد أن يتواصل مع الشركة في نهاية الأسبوع، ليحصل من عندهم على اللوحات التي يريدها من دون مراجعة المرور، فلا يجب أن نفتح لهم المجال لمراجعة المرور (الخميس) و(الجمعة)، بل يجب أن نذهب إليهم، ونقدم لهم الخدمة في منازلهم تحت شعار «المرور بلا مراجع».