وعُد (بضم العين) المواطن السعودي من قبل الإدارة العامة للمرور بأن نظام ساهر الذي أصبح حديث المجالس السعودية ما بين مؤيد ومعارض بالالتزام بتحقيق معايير أفضل للسلامة المرورية على الطرق داخل المدن من خلال استخدام أحدث التقنيات المتقدمة أضف إلى ذلك تمكين العاملين في المرور من أداء أعمالهم بشكل ميسر وسهل مما يساعد بما لا يدع مجالا للشك وبشكل مباشر إلى رفع مستوى أدائهم في مجال العمل المروري كل ذلك من خلال أنظمة متكاملة تقوم بمراقبة حية للحركة المرورية وإدارة حركة المرور وسرعة معالجة الحالات المرورية المتمثل بالحوادث المرورية وغيرها كل ذلك من خلال رصد حي ومباشر للحالات والحوادث المرورية. إضافة إلى ذلك ضبط المخالفات المرورية وإشعار المخالف بالمخالفات في أسرع وأقصر وقت ممكن. ذلك المشروع في مجمله يتكون من عدة أنظمة هي نظام تشغيل وإدارة الحركة المرورية آلياً ونظام تتبع مركبات جهاز المرور ونظام التعرف على لوحات المركبات ونظام اللوحات الإرشادية الإلكترونية على الطرق ونظام كاميرات مراقبة الحركة المرورية ونظام الضبط الإلكتروني للمخالفات. وسوف يتم ربط هذه النظام بمراكز القيادة والسيطرة المتواجدة في ثماني مدن موزعة في مختلف مناطق المملكة. إنه ساهر ذلك البرنامج التقني الحديث الذي يهدف بالدرجة الأولى للحفاظ على الأرواح التي تزهق يوميا بسبب الحوادث المرورية التي سببها عدم اتباع الأنظمة وأقصد بذلك أنظمة المرور التي وضعت لكي يأخذ كل ذي حقا حقه في الطريق. بل إنه وعبر أحد اللوحات الإرشادية التي قراءتها في أحد الشوارع الرئيسية الأسبوع الماضي في مدينة الخرج عندما كنت في زيارة عمل تفاجأت حقيقة من هول الأرقام كونها تحمل حقائق مخيفة لا يمكن تصورها بل إن البعض ممن ناقشته في موضوع ساهر وسردت له تلك الأرقام لم يصدقها معللا بقوله من الممكن أن تكون غلطان والأرقام التي ذكرتها لعدد من السنوات قد تتراوح بين عشر إلى خمس سنوات إلى أن فتحت له جوالي وجعلته يتحقق من ذلك بأم عينة كوني من هول الفاجعة صورت تلك اللوحة الإرشادية بجوالي التي وضعت على أحد الشوارع الرئيسية. كل ذلك من أجل إثبات بالأدلة أن ساهر لنا جميعا لمصلحتنا جميعا ولأننا البلد الأسوأ للأسف أقولها والألم يعتصر قلبي، وباعتراف شريحة كبيرة من المجتمع، في تحقيق السلامة المرورية بين كثير من الدول ولن أتطرق إلى السبب في ذلك أي سبب عدم تقيدنا بالأنظمة لأن الموضوع متشعب من نواحي عدة تتمثل باختصار عدم وجود اللوحات الإرشادية الكافية في الطرقات وهو الأهم وكذلك التفرقة في المخالفات بين زيد وعبيد كما وصفها العقيد عبد الرحمن المقبل, مدير إدارة المرور وكذلك مدير مشروع ساهر, في أحد تصاريحه عن برنامج ساهر. أعود لأسرد تلك الأرقام التي فاجأتني حيث حملت تلك اللوحة الإرشادية عنوانا مفاده (أرقام كتبت بالدم في عام 1430) حيث بلغ إجمالي الحوادث المرورية في المملكة العربية السعودية أربعمائة وأربعة وثمانون ألف وخمسة حوادث في حين كان عدد من فقدوا أرواحهم ستة آلاف ومئة واثنان وأربعون متوفى للأسف بينما عدد الإصابات قد بلغ الرقم أربعة وثلاثون ألف وستمائة وخمسة مصاب. إن هذه الأرقام مهولة تدعو إلى التحرز والتقيد بأنظمة المرور لكي لا يكون أحد منا لا سمح الله له رقم مدرج ضمن تلك القائمة في أحد السنوات عوضا عن كون ساهر يجبر الجميع بشقيهم المواطن والمقيم على الالتزام بأنظمة المرور. الكثير اعترض على ساهر كونه يقتص من جيوب المواطنين والمقيمين على حد سواء ولكن يا ترى ما هو السبب؟ لنتأمل واقعنا المرير من ناحية عدم التقيد بالأنظمة كما ذكرت بل لنتأمل تصريح العقيد المقبل قبل عدة أيام إن هنالك التزامان بساهر فيما يخص زيادة السرعة على المركبات والتي تمثل السبب الرئيس للحوادث نتج عنه انخفاض كبير وملحوظ في عدد الحوادث بجميع أنواعها حيث انخفض العدد في الشهر الأول من تطبيقه وأقصد بذلك عدد الحوادث من 14049 إلى 10385 دعونا نتأمل الانخفاض الحاد في نسبة الحوادث في مدينة الرياض والتي يترتب عليها بالمقابل أشياء مفيدة للمواطن منها الأمان على الأرواح من الحوادث بعد مشيئة الله وكذلك الحفاظ على ممتلكاتنا وأقصد بالمركبات. كل ذلك يدعو إلى عدم الاستعجال في الحكم على ساهر من خلال رصد مخالفات قد طالت كثير من المعترضين للأسف. بل من المضحك المبكي أنه وخلال تصفحي لأحد المواقع على الشبكة الدولية أو ما تعرف (بالإنترنت) ذكر أحد المشاركين في الاستفتاء عن رأيه في نظام ساهر بقوله (لقد أصبحت كأني أتمشى في مدينة الرياض ومعي سيارة موديل قديم خوفي أن يطالني عقاب ساهر المتمثل بمخالفة مرورية كما حصل لي قبل عدة أيام) هذا هو الهدف من النظام حقيقة. أحد المشاركين في الاستفتاء علق بقوله وهو من المؤيدين طبعا (امشِ عدل يحتار عدوك فيك) اختصر رأيه بهذا المثل. كثير من المواطنين والمقيمين وأنا أحدهم نعترض ليس على النظام ولكن على آلية تطبيقه التي فاجأت الجميع حقيقة وبدون مقدمات فلو سبق تطبيق نظام ساهر إعلانات توعوية من خلال وسائل الإعلام المقروء والمسموع وكذلك المرئي لكان أفضل ولقلّت من وجهة نظري نسبة المعارضين إلى أكثر من النصف أيضا لو تم تطبيقه كتجربة من خلال منح فرصة للجميع تتراوح ما بين ثلاثة أشهر إلى ستة يتم فيها تطبيق النظام بشكل صوري حيث يتم إرسال رسالة للمواطن على جوالة المسجل في إدارة المرور بأنك ارتكبت مخالفة مرورية تتمثل بالتالي في طريق كذا الساعة كذا. يتلو تلك مرحلة تطبيق فعلي للنظام. الموضوع الأهم في نظام ساهر هم اللوحات الإرشادية للدلالة على ما هو مطلوب التقيد به في كل شارع من شوارع المدن. هذه النقطة مهمة جدا ويجب أن تُزَخرف (بضم التاء وفتح الزاء) شوارع مدننا بلوحات إرشادية كما هو حال المدن في أغلب الدول العالمية. والله من وراء القصد. بندر عبد الله السنيدي محاضر لغة إنجليزية - الكلية التقنية بالرياض