احترافية بلطان الشباب .. هل يستفاد منها ؟ * إن ما يفعله رئيس نادي الشباب خالد البلطان في ناديه كل موسم لهو دليل على أن الرياضة كسبت شخصية إدارية محنكة وفريدة من نوعها، ليس مجاملة ولا محاباة للرئيس الشبابي ولكن هناك أدلة كبيرة على ذلك، ولعلي أذكرها في المقال التالي. ما ميز الإدارة الشبابية هذا الموسم أنها لم تغفل الجوانب الأخرى في النادي وتركز فقط على الفريق الأول، بل أقامة ورشة عمل إن لم أكن مخطأ هي الأولى من نوعها قدمت خلالها أوراق عمل من الكل، فنائب الرئيس قدم عرض مرئي للملاعب بعد تطويرها، والمدير الفني قدم ورقة عمل عبارة عن عرض مرئي عن استراتيجيات كرة القدم بالنادي، ونوقش بالورشة عدد من المواضيع والخطط الإستراتيجية التطويرية للنادي منها إستراتيجية فرق كرة القدم بالنادي لخمسة سنوات مقبلة، وتوحيد آلية التدريب وتوحيد الطرق الفنية لها، وإستراتيجية الفريق الأول للمواسم الخمس المقبلة بداية من الموسم القادم. وقائمة اللاعبون المشاركون في المعسكر الخارجي في بلجيكا، بالإضافة إلى مناقشة إعادة هيكلة درجات فرق النادي وتصنيفها، وإعادة الهيكلة الفنية للفئات السنية كافة، وتعيين مدير فني لها يشرف على تطبيق البرامج التدريبية المقررة من المدير الفني للنادي. وناقشوا وضع المنشات داخل النادي وتطويرها بما يتوافق مع متطلبات المرحلة المقبلة، ومرافقة المدير الفني للفئات السنية ومدربيها ومدرب الفريق الأولمبي للفريق الأول لكرة القدم في معسكره الخارجي للبدء عملياً في توحيد طرق التدريب. هذه مجرد مرحلة أولية مما سأذكره من النقلة الاحترافية للبلطان التي أحدثها في الشباب، فالبلطان لم يقف عند هذا الحد بل لاحظ أن فريقه يعاني في التدريبات وفي أوقات مباريات الفرق الأولمبية والشباب والناشئين التي تلعب على ملعب الأمير خالد بن سلطان مما يجبر الإدارة على نقل التدريبات لملعب الشباب والناشئين الذي لا يتوافق مع حجم مشاركات الفريق الأول، فأقر البلطان مشروع إنشاء أكبر مسطح ملاعب في المملكة، على أن يشمل هذا المسطح ملعب للفريق الأول وللأولمبي وللشباب والناشئين، مع مكاتب إدارية وعيادات طبية للفريق الأول. وبالعودة إلى الفريق الأول فسياسة البلطان ودهاء الداهية البلجيكي برودوم تجعل عشاق وجماهير الليث تطمأن لمستقبل فريقها، فالبلطان رقى رتبة البلجيكي من مدرب إلى مدير فني ويشرف على كرة القدم بالنادي بجميع فئاتها، على أن يتولى هو ترشيح المدربين لقيادة الفريق الأول والأولمبي والشباب والناشئين وتوحيد طرق التدريب لتصبح مدرسة شبابية فريدة من نوعها، تحقق التناغم والتجانس بين الفئات والدرجات، على أن يشرف عليهم جميعا ويقيمهم الحارس السابق البلجيكي برودوم، ليثبت البلطان بذلك النظرة الإدارية الاحترافية التي ستقود النادي إلى بر الأمان ويواصل تحقيق الانجازات على الصعيد المحلي والخارجي. لعلي هنا لا أغفل جانباً أخر وهو سياسة البلطان في المحافظة على نجوم فريقه ومكتسباته بأي ثمن كان، ولكن دون أن يغفل مصلحة الفريق، فالجميع يذكر قصة الظهير الأيسر عبد الله شهيل والأنباء التي راجت عن مغادرته للأسوار الشبابية وفي الأخير وقع للنادي العاصمي، وما حدث مع شهيل عاد وحدث مع حسن معاذ والذي راجت حوله أحاديث عن رغبته في الانتقال إلى نادي جماهيري وغيرها من العبارات والرسائل التي وجهت إلى هواتف أخرى، ولكن في الأخير البلطان نجح وبكل هدوء في إبقاء الظهير الأيمن في الصفوف الشبابية، وكان قبله قد أنهى مسلسل ناصر الشمراني بنجاح والحارس وليد عبد الله دون ضجيج، وهو ما يتوقع أن يحدث مع عبد الله الأسطا والذي أتوقع بأنه ليس بعيد عن التوقيع، وحسب مصادري فهناك بعض البنود التي يتفاوض عليها مع إدارة النادي. اللاعبين السابقين كان توقيعهم مع النادي على عقود تمتد إلى خمس سنوات، فيما كانت هناك عقود لاعبين لا تتجاوز سنتين إلى ثلاث سنوات، وعن هذه يقول البلطان بأن للنادي سياسة في التجديد مع اللاعبين ولعل أهمها عمر اللاعب والفترة المتوقع أن يعطي فيها والمستوى الفني للاعب، وهذا ما هو إلا دليل على دهاء واحترافية خالد البلطان. ودعوني أعود قليلاً إلى لائحة البلطان الداخلية والتي راج حولها الكثير من الأحاديث وكانت سبباً في الطلاق الذي حدث بين الشباب ونجمه عبده عطيف، فالجميع تحدث عن هذه اللائحة وأنها ظالمة للفريق، وفي الأخير الجميع أقر بها لأهميتها وتحقيقها الانضباط المأمول داخل النادي. دعونا نبتعد قليلاً عن الأمور الإدارية ونعود إلى الخطاب الإعلامي للبلطان الذي يتميز فيه ويعرف جيداً كيف (يلعبها)، فشاهدنا قبل أشهر وقبل المباراة الختامية لدوري زين السعودي للمحترفين والتي كسبها الشباب وظفر بلقب البطولة دون خسارة، فقد جعل البلطان الصدام الإعلامي من قبل مدير المركز الإعلامي طارق النوفل وأوكل له مهمة المتحدث الرسمي وأبعد اللاعبين عن الضغوط الإعلامية دون قرار رسمي، بل بطريقة ودية تكفل الاستقرار الذهني للاعبين. قبل سنتين أتذكر بأن جامعة القاهرة طلبت من البلطان أن يحضر إلى هناك ويلقي محاضرة عن الإدارة والاستثمار في الأندية، كان هناك بعض الإعلاميين تحدث وقال بأن لماذا البلطان بالذات، ولكن بعد هذا أتوقع بأن الجميع يعرف القيمة الإدارية للبلطان والحنكة الكبيرة التي يتمتع بها. ختاماً لقد قدم البلطان الكثير ونقل الفريق الشبابي للاحترافية وزاد من عدد مشجعي ومحبي الليث بفضل فكره وإدارته المحنكة، وبدعم سخي من القائد الشبابي الأول الرئيس الفخري الأمير خالد بن سلطان والذي أثبت يوماً عن أخر حبه الكبير لليوث العاصمة، فمن سمع تصريحات سموه وحديثه خلال استقبال البعثة الشبابية بعد تحقيق لقب الدوري يعرف جيداً حجم وقامة شخصية الأمير خالد في الخارطة الشبابية. تصويبات بدون ركل: • بدأ الصيف وبدأت الشائعات تنطلق من هنا وهنا، فهذا يغرد بأن فلان وقع من الفريق الفلاني، وهذا يكتب بأن إدارة ذلك النادي لم تتفق مع نجمها، والضحية في هذا كله الجماهير التي تنتظر إدارة ناديها وإعلانها عن الصفقات حتى ترتاح من سيل الشائعات المرعب. • عودة البرازيلي كماتشو للشباب رغم قيمة اللاعب إلا أني أراء بأنها غير مجدية لفريق كالشباب وكان من الأفضل البحث عن من هو أفضل من ذلك وأكثر فائدة فنياً ومستقبلاً. • بعض الأندية تملك عدد كبير من أعضاء الشرف ولكن دون جدوى، في الشباب ليس هناك العدد الكبير من أعضاء الشرف ولكن هناك رجال عن مليون، فيكفي عندما تذكر أعضاء الشرف أن تذكر الهرم الشبابي الأول الأمير خالد بن سلطان، وأبنائه الأمراء فهد وعبد الله وسلمان، والأمير خالد بن سعد، هذه الأسماء تعادل قوائم من أعضاء الشرف، فيكفي أن تقول بأن الشبابيين على قلب رجل واحد. • أستغرب أحاديث بعض الإعلاميين الكبار الذين نعتبرهم قدوة لنا بأن يكون حديثهم بهذه (السخافة) والكلام اللي على قولتهم (لا يودي ولا يجيب). • هذا ملكي .. لا ذاك هو الملكي، طيب هذا نادي الشعب .. لا ذاك نادي الوطن ، طيب هذا نادي الحكومة .. لا هذا العالمي وذاك المونديالي .. حديث فارغ ودليل على سطحية أفكار البعض، فيجب أن نرتقي بأحاديثنا إلى أفضل من ذلك، فنحن نعرف أن هناك ألقاب معروفة قديما أما غيرها فهي مسميات للجماهير ولا يجب أن تتجاوز ذلك. • حصول البلطان مؤخراً على جائزة الأفضل في تصويت قناة العربية ما هو دليل من الأدلة الثابتة قطعياً على تميز هذه الشخصية، ولكن البعض لا يدري كيف يقلل من ذلك فاستخدم طرق قل ما نقول عنها .. (الحمد لله والشكر) • خالد المعمر .. عبد الله القريني .. خالد الزيد .. ماجد المهنا .. فهد الشعلان .. الدكتور فهد العليان .. محمد الدوسري أسماء وقامات وهامات كبيرة تقود الليث بقيادة قائد الفكر والمال الأمير خالد بن سلطان .. والمحنك خالد البلطان إلى بر الأمان. ياسر العطاوي – كاتب وصحفي سعودي