واصلت وزارة النقل جهودها الكبيرة للمساهمة في بناء التنمية حيث أسهمت الطرق السريعة التي تربط بين المدن وفي انجازها اكبر الطموحات الوطنية التي وضعت في طياتها امر تواصل المجتمع السعودي مسلمة لابد من تحقيقها ليتمكن المزارع من ايصال منتوجاته الى الاسواق المختلفة بسهولة وسرعة، وليتمكن رجل الاعمال والتاجر من متابعة استثماراته واعماله متابعة مستمرة وسريعة، وليكون في مقدور عابر المناطق السعودية الشعور بوحدة المكان والزمان من حيث بدأ، وحيثما انتهى. ويمكن استعراض أهم الطرق السريعة المنجزة في المملكة على النحو الآتي: طريق مكةالمكرمة - المدينةالمنورة السريع: ويبدأ هذا الطريق من جنوبالمدينةالمنورة، ويتجه الى آبار علي (منطقة الميقات) بهدف خدمة الطرق الاخرى التي تلتقي في النقطة ذاتها كطريق آبار علي - المدينةالمنورة، وطريق آبار علي - المسيجيد - بدر. بعد ذلك يتجه الطريق الى وادي العقيق عند حافته الشرقية، حيث يمر بقرى الحسي، وأبيار الماشي، ووادي ريم، والاكحل، والشلالحة، واليتمة، ويتفرع هذا الطريق عند قرية السليم الى فرعين اثنين، يتجه الفرع الاول الى مكةالمكرمة، بينما يتجه الثاني الى جدة. وكغيره من الطرق السريعة، فقد تم تنفيذ هذا الطريق حسب احدث وافضل المواصفات العالمية الخاصة بإنشاء الطرق، سواء، كان ذلك من حيث التصميم، أم من حيث التنفيذ، وما صاحب ذلك من الخدمات والمرافق المساندة على جانبيها من بداياتها وحتى نهاياتها. كما تم تنفيذ الطريق في أقصر مدة زمنية ممكنة، خاصة وانه قد صمم وانشئ لخدمة الحجاج ضيوف الرحمن الذين تضطرد اعدادهم عاماً بعد الآخر، ولابد من استيعاب الحركة المرورية لهذه الاعداد، والعمل على سرعة هذه الحركة ذهاباً واياباً، من والى مكةالمكرمة. ولعل من الاهمية بمكان القول ان وزارة النقل قد حرصت الحرص كله على اقامة صناعة وطنية خاصة بالطرق، يكون عمادها المهندس السعودي، والاستشاري السعودي، والمقاول السعودي، والكفاءة التنفيذية السعودية ايضاً. ويخدم هذا الطريق حركة المرور على خطوط سير مرورية تجري عليها رحلات محلية ودولية كبيرة، وبخاصة تلك الرحلات الطويلة من كافة المناطق داخل المملكة، وخارجها، خصوصاً وان مكةالمكرمة هي قبلة المسلمين في كل مكان. ولابد والحالة هذه ان تزداد الاستعدادات الخاصة باستيعاب تلك الزيادة، وعلى رأس هذه الاستعدادات تهيئة الطرق القادرة على جعل المرور منساباً فوقها بحرية اكثر، اضافة الى ما يتبع ذلك من المرافق والخدمات الضرورية للمسافرين. طريق الرياض - الدمام السريع: وهو ثاني الطرق السريعة في المملكة، ويبدأ من شمال شرق الرياض متجهاً الى الشرق ليلتقي بعد ذلك بطريق الدمام - أبو حدرية السريع. وقد انشئ هذا الطريق لخدمة عدد من المدن الرئيسة في المملكة، ولتكون ايضاً في خدمة عصب الصناعة السعودية المتمثل في مدينة الجبيل الصناعية، اذ يعد هذا الطريق من الطرق المهمة في نقل المواد الخام من مختلف المناطق الى منطقة الجبيل الصناعية، وكذلك نقل المنتجات الصناعية من الجبيل الى حيث مراكز الاستهلاك المختلفة، والى حيث اماكن التصنيع النهائي في مختلف مناطق المملكة. ويخدم الطريق عدداً كبيراً من التجمعات السكانية الواقعة على جانبيها، ومن هذه التجمعات: الثمامة، ورماح، والوسيع، وخريص، والصمان، وجودة، وعريعرة، والهفوف، وصلاصل. وقد جاء هذا الطريق لييسر على تلك التجمعات الانتقال بسرعة وسهولة الى كل من الدماموالرياض، وغيرها من المدن التي يمر بها الطريق المذكورة. ويأتي هذا الطريق ضمن الخطط الوطنية الهادفة الى التنمية الاجتماعية والاقتصادية العامة، والى زيادة الاستثمارات الوطنية ايضاً، اضافة الى تطوير وانماء الانتاج في مختلف القطاعات، وذلك بما يتناسب وطبيعة كل منطقة، والظروف الاجتماعية والجغرافية التي تتحكم في نتاجاتها. وقد تراوحت الاعمال والمواد المستخدمة في انشاء هذا الطريق بين اعمال حفريات غير مصنعة، واعمال ردم، واعمال تأسيس حصوي، اضافة الى عمال الخراسانة اللازمة لانشاء الجسور، وكذلك الحديد، واعمال الدهانات والحواجز الواقية، واشارات الطريق بمختلف انواعها ودلالاتها. طريق الرياض - سدير - القصيم السريع: يبدأ هذا الطريق من طريق الرياض الدائري، ويتجه شمال غرب مدينة الرياض، حتى يصل الى القصيم مروراً بسدير، وهو في هذا التوزيع الجغرافي يربط منطقتي القصيم وسدير الزراعيتين بالعاصمة الرياض، ويخدم اكثر من (60) مدينة وقرية وهجرة تقع على جانبيها من الرياض وحتى القصيم. وقد سبق تنفيذ هذا الطريق دراسات مستفيضة متكاملة، وجرى التخطيط له بأسلوب علمي وتقني متطور، بحيث تم اختيار أفضل المسارات التي من الممكن أن يسلكها الطريق، والجغرافيا المثلى له، كي يتحقق أفضل المواصفات الفنية والهندسية المطلوبة، وفي زمن قياسي يقل عمّا هو مرصود في العادة لمثل هذا الإنجاز الكبير، في ظل المراعاة المطلوبة لمسايرة التضاريس الجغرافية التي سوف يسلكها الطريق. ولعلّ تقصير المسافة بين الرياضوالقصيم بأكثر من (90) كيلاً، هو خير دليل على دقة تلك الدراسات، وفائدة الخطط المسبقة التي سبقت إنشاء الطريق. وهو أمر ذو أهمية اقتصادية في الوقت نفسه، إذ إن ذلك يعني توفير تكاليف إنشاء تسعين كيلاً من الطرق الحديثة، وما يتبع ذلك من صيانة وتجهيزات وتشغيل. وقبل ذلك كله توفير ما يستلزم من وقت لتنفيذ هذه المسافة الكبيرة. وقد كان على رأس وظائف هذا الطريق الإسهام في زيادة استغلال الأراضي على جانبيها لمختلف الأغراض، فتح المجال أمام القطاع الخاص لزيادة استثماراته في الأنشطة المتعددة على كافة المستويات الاقتصادية وعلى الأخص الزراعة والتجارة، وإقامة الاستراحات والخدمات اللازمة، ومراكز النشاط الاقتصادي المختلفة. وتحرص الوزارة دائماً على تزويد الطرق المنشأة بكافة الخدمات والمرافق اللازمة، وقد تم تزويد الطريق بكافة الخدمات ووسائل السلامة والأمان للمسافرين عبره، ومن تلك الوسائل التقاطعات والإشارات واللوحات والإرشادية، اضافة إلى إقامة سياج معدني على جانبي الطريق وفي وسطها. وقد اشتمل الطريق على سبعة وأربعين جسراً، صممت على هيئة عوارض قياسية من الخرسانة المسلحة، كما تم إقامة أحد عشر موقفاً على جانبي الطريق، يتم من خلالها توفير الخدمات اللازمة للمسافرين، والطريق كباقي الطرق في المملكة يخضع لصيانة دائمة، وتقوم الهيئات المشرفة والمسئولة عن الإنشاءات في وزارة النقل بالوقوف على كل ما يطرأ من تغيير في حالة الطريق ومن ثم إصلاحه أو تطوير طاقته الأدائية. طريق الرياض - الطائف السريع: ويتكوّن هذا الطريق من عدة أجزاء بأطوال متفاوتة، وتصل هذه الأطوال في مجموعها إلى (750) كيلو متراً. وقد قامت وزارة النقل بتنفيذ الطريق على مراحل عدة، حيث بدأت أولاً بإنشاء الجزء الواصل بين ظلم وحلبان بمسافة (128) كيلاً، ثم تلا ذلك العمل على إنشاء الجزء الواصل بين المزاحمية وحلبان وبطول بلغ (86) كيلاً، وبعد ذلك بعام واحد نفذت الأجزاء الواصلة بين الطائف - رضوان بطول (211) كيلاً، ورضوان - ظلم بطول (125) كيلاً، وظلم - حلبان. طريق مكةالمكرمة - الكر: ويبدأ الطريق من مكةالمكرمة، وبالتحديد من العزيزية، ويتجه شرقاً إلى الطائف، وينتهي عند مسجد الكر، حيث يبدأ الطريق الصاعد ناحية الهدا والطائف عابراً جبل الكر. ويتكون الطريق من اتجاهين، يضم كل منهما ثلاثة مسارات، وتفصل بينهما جزيرة وسطية بعرض عشرين متراً، ويؤدي هذا الطريق دوراً مهماً في نقل حركة السيارات بشكل سريع بين جدةومكةالمكرمةوالطائف، دون المرور بمنطقة المشاعر المقدسة: عرفات ومزدلفة ومنى، وهو ما يوفر حرية الحركة لزوار بيت الله الحرام في مواسم الحج والعمرة، ويوفر كذلك الخدمات لمناطق أخرى هي في حاجة إليها، خارج نطاق الأماكن المخدومة بالمرافق الحيوية الضرورية. طريق جدة - مكةالمكرمة السريع: يتكون هذا الطريق من ثمانية مسارات، أربعة في كل اتجاه، وبعرض خمسة عشر متراً، وتقوم بينهما جزيرة وسطية بعرض عشرين متراً، وتقوم على الطريق عدة تقاطعات علوية أهمها تقاطع بحرة (1)، وتقاطع بحرة (2)، وتقاطع الشميسي، وتقاطع موقف حجز السيارات، إضافة إلى ذلك توجد فيه عدة ممرات سفلية وعلى امتداده، كما يشتمل هذا الطريق على سياج معدني على جانبيه، وقد تم الانتهاء من إنشائه سنة 1403ه ويبلغ طول هذا الطريق حوالي 63كيلاً. طريق القصيم/ المدينةالمنورة/ ينبع/ رابغ ثول السريع: يعتبر طريق المدينة - القصيم العملاق أحد الطرق الاستراتيجية الهامة التي تعزز شبكة الطرق السريعة في المملكة وتدعهما باضافة جديدة استأثرت بخلاصة خبرات الطرق سواء لدى وزارة النقل أو الخبرات الأجنبية، ويأتي إنشاء هذا الطريق الحيوي ضمن اهتمام الدولة براحة المواطنين وتسهيل الخدمات وتوفير سبل التنقل المريحة لهم ولربط عدة مناطق تزخر بالتنوع في مقوماتها الاجتماعية والاقتصادية. ويبلغ طول الطريق حوالي (830) كيلاً ويربط بين القصيموالمدينةالمنورة وينبع ورابغ ثم يتصل بالطريق السريع الذي يصل جدةومكةالمكرمة واستراتيجية الطريق وحيويته تنبع من أنه يشكل الجزء الأكبر من المحور الرئيسي الذي يربط ميناء مدينة الجبيل على ساحة الخليج العربي شرقاً بمدينة ينبع غرباً والتي تعتبر أهم مركز صناعي وتجاري على ساحل البحر الأحمر كما يشكل امتداد هذا الطريق من ينبع حتى مدينة رابغ في اتجاه الجنوب.. ومن ثم إلى جدة جزءاً من المحور الرئيسي المحاذي لساحل البحر الأحمر من جازان جنوباً حتى حقل شمالاً. ويقدم الطريق خدمة متطورة وآمنة لحركة المرور المحلي والعابر كما يخدم قوافل الحجاج والزوار والمعتمرين القادمين من كافة أنحاء المملكة والدول المجاورة فضلاً عن نقل المنتجات الصناعية والزراعية وهذا الطريق حر الحركة محكم الدخول والخروج مكون من اتجاهين بكل اتجاه ثلاثة مسارات تفصلها جزيرة وسطية عرضها (20) متراً في المناطق المفتوحة و(8) أمتار في المناطق الحضرية وهو مزود بكافة وسائل السلامة المختلفة من سياجات معدنية في الوسط وعلى الجانبين ولوحات إرشادية وتحذيرية وخطوط الدهان والعلامات وغيرها، كما انه مزود بعدد من التقاطعات العلوية لخدمة التجمعات السكنية الواقعة على جانبيه بالاضافة إلى معابر الحيوانات. من القصيم إلى المدينةالمنورة: يبلغ طول هذا الجزء الأول (440) كلم وهو طريق سريع ذو اتجاهين بكل اتجاه ثلاثة مسارات تفصل الاتجاهين جزيرة وسطية عرضها (20) متراً باستثناء الجزء الذي يربط «الهلالية» و«القرين» والذي تم تزويده بطرق خدمة من الجانبين وبجزيرة وسطية عرضها (8) أمتار ويبدأ هذا الجزء من نهاية الجزء المنفذ من طريق الرياض - القصيم السريع عند الهلالية ويستمر متقاطعاً مع طريق البكيرية - رياض الخبراء ليتقاطع مع الطريق القديم بالقرب من قرية القرين ويستمر ماراً بقرى ثادق، والافهيد، دوبح، قصيرة، أبار البدائع، أبار الدفائع المريه، الحار السفلي، العضافية، ثم يتقاطع مع الطريق الدائري الثالث للمدينة المنورة ليشكل امتداداً لمسار طريق الملك عبدالعزيز المؤدي إلى الحرم النبوي الشريف في المدينةالمنورة مختصراً بذلك المسافة الحالية بحوالي (55) كيلاً وحوالي الساعتين من الزمن. من المدينةالمنورة إلى ينبع: يبلغ طول هذا الجزء حوالي (210) كيلات منها (43) كيلاً طريق مزدوج قائماً بين ينبع البحر وينبع الصناعية وحوالي (7) كيلات تشكل جزءاً من طريق رابغ - ينبع السريع بالاضافة إلى (160) كيلاً تشكل الجزء الثاني من الطريق السريع والذي يربط المدينةالمنورة التي يبلغ ارتفاعها حوالي (600) متر عن سطح البحر بمسار الطريق السريع الساحلي بين رابغ وينبع على مسافة (55) كيلاً ويستفيد من مسار هذا الجزء العديد من المراكز السكانية بما في ذلك المفرحات والغريش والمسيجيد والحمراء والواسطة وبدر حنين كما يخدم المسار منطقة الفقرة السياحية التي يصل ارتفاع جبالها حوالي (1950) متراً عن سطح البحر ويختصر الطريق المسافة الحالية بين المدينةالمنورة ويبع من (230) إلى (120) كيلاً تقريباً و(57) دقيقة من الزمن. من ينبع إلى رابغ: يبلغ طول هذا الجزء من الطريق حوالي (176) كلم منها حوالي (43)كلم طريق مزدوج قائم بين ينبع البحر وينبع الصناعية و(133) كلم تشكل الجزء الثالث ويبدأ من الطريق المزدوج القائم بين مدينة ينبع ومنطقة ينبع الصناعية شرق محطة تحلية المياه لينبع والمدينةالمنورة وذلك على مسافة (43)كلم جنوب شرق مدينة ينبع ويستمر الطريق بعد ذلك باتجاه جنوب شرق ماراً شرق الرايس بمسافة 1.5كلم ومستورة بمسافة 6كلم. من رابغ إلى ثول: ويبلغ طول هذا الجزء حوالي (70)كم ابتداء من شرق جسر رابغ الواقع على الطريق الحالي بين رابغ وينبع ويختصر هذا الجزء المسافة الحالية بحوالي (170)كلم وحوالي (41) دقيقة.