منذ أن أنشئت هيئة مكافحة الفساد، واعتقادا مني شخصيا أن مع إنشائها سيتقلص الفساد، وإذا به يزداد استفحالا سواء الفساد الإداري أو المالي أو الاجتماعي، لدرجة أنه يقابلك ويصطدم بك في بعض المكاتب الحكومية وحتى الخاصة، ولا أبلغ من وضوحه في بعض أمانات المدن، حيث يصل الأمر إلى سوء الشوارع والأرصفة والطرق وبعض المباني الآيلة للسقوط وخاصة أبنية معظم مباني الإدارات الحكومية التي من ضمنها مباني المدارس المستأجرة سواء الحكومية أو المدارس الخاصة. إن الفساد لن يقضي عليه مجرد المتابعة وكتابة التقارير، بل الذي يقضي عليه الحزم في المتابعة وإصدار القرارات التي تكفل اجتثاثه من جذوره سواء بمحاكمة الفاسد شخصيا أو مجموعة أشخاص، وإعلان ذلك على الملأ حيث لا يكفي مجرد السجن والسلام عليكم. إن التشهير بالفاسد إذا تبث عليه ذلك هو من أول الأمور التي تقطع رأس الفساد، أما أننا نظل نتحدث عن الفساد بكلام في الهواء الطلق على طريقة: أنت تكتب ونحن نفعل ما نريد، فهذا دليل على استشراء الفساد حتى مع وجود هيئة مكافحة الفساد. أتمنى مخلصا من هيئة مكافحة الفساد أن تعلمنا ولو لمرة واحدة عن قضية فساد واحدة تم الحكم فيها وشهر بالمفسدين من خلالها، فلن تستقيم الأمور بدون التشهير بالفاسدين، وعلينا أن ننظر إلى تطبيق الأنظمة الحازمة في الدول المجاورة سواء في قضية المفسدين أو غيرهم، وبدون ذلك فإن هيئة مكافحة الفساد «تصب في قربة مثقوبة» ونفسي ومنى عيني أن أقرأ يوما حكما طبق على فاسد ويشهر به بالاسم، عندها بالتأكيد سيرتدع البقية وتكون هذه بادرة في الطريق الصحيح إذا أردنا القضاء على الفساد من جذوره.