العشق أمرا لايملكه الفرد باختياره بل هو في كثير من الأحيان يُفرض عليه فرضا إما بجمال الصورة تارة أو بجمال الصوت تارة - وهو مايقع كثيرا - وأعظم الأمور التي تُفرض على المرء جمال الطبع والخصال التي تفرض على ( المؤثَر بفتح الثاء ) وتصبح رغما عنه عاشقا لهذا المعشوق ( أحسب أن أهل مدينتي - أملج - ) قد فرضوا عشقهم على كل من خالطهم أو عاشرهم ولو للحظات يسيرة . كم تسمع مديحة الناس لهم عند السراء والضراء ، فهم أبر الناس تهنأة عند الفرح ، وأصدقهم تعزية عند البلاء ، حتى يكاد المصاب ينسى مصيبته لعظيم إلتفاتهم حوله .
كنت ألقي كلمة في محافظتي فأثنيت على جمع من شبابها ووردتني خاطرة فرضت نفسها عليّ فقلت : لو أن مسافرا سألكم عن مكان ما فأنتم ياشباب لن تقولوا اذهب يمين وشمال وهكذا ، بل لن تطاوعكم أنفسكم إلا أن يسير خلفكم حتى يصل إلى مقصوده .
السلام على المارة تكاد تكون أملج قد تميزت به دون غيرها ، حتى أنه تحضرني حادثة في هذا الموضوع : يذكر لي احد الإخوة أنه كان واقفا عند إشارة في أحد المدن فسلم عليه من هو بجانبه في سيارة أخرى قال : فقلت في نفسي هذا من اهل أملج ، فكان كما قال .
( أيام العيد وما أدراك أيام العيد في أملج ) يُبهرك حال أهل أملج في العيد , لاتكاد ترى في ذلك اليوم إلا مبتسماً وباشاً قي وجه كل من يلقاه , البيوت لاتكاد تفرغ من زوارها هذا قادم وذاك خارج قاصدا بيت آخر , صورا مفرحة , وأحوال مبهجة يعيشها أهل أملج في بلدتهم أيام عيدهم .
مناقبكم ياأحبتي لاتنتهي , ومديحكم لاينقضي , فخيركم واصل في قطر وعطائكم لم يقتصر على الأقربين , ولولا الإطالة لأسهبت في تدبيج المديح لكم ولكنني أخشى أن أُتهم .
كم هو عظيم أن يُثني عليك غيرك - لا لأنك طلبت منه ذلك - ولكن لأنك أسرته بجميل تعاملك . أذكر أنني جلست مع بعض كبار السن فذكر لي حال أهل هذه البلد ومماذكر : أنهم كانوا إذا سافر احد الجيران بكى جميع الجيران على فراقه ، وإذا رجع أمتنع عليه أن يخص بيته بشيئ دون الجيران - آلا ما أعظمها من محبة وما أجله من كرم - .
أحبتي نحتاج للثبات وتعزيز مثل هذه الأخلاق في الاجيال القادمة .
نربي أبنائنا وإخواننا على كل خلق جميل ، خصوصا مع دخول وسائل الإعلام في حياة الناس ، وفرضها بعض السلوكيات عليهم .
ولا شك أن أعظم الخلق - الخلق مع الله - بلزوم طاعته والإستجابة لأمره . والخلق مع نبينا عليه الصلاة والسلام الذي ربانا وعلمنا هذه الاخلاق . الخلق مع أكابرنا الذين ربونا وتعلمنا منهم هذه القيم .
أدام الله عليه خيركم ، وصرف عنكم وعن المسلمين كل شر .
محبكم / عادل بن عبدالعزيز المحلاوي صفحتي على الفيس بوك http://www.facebook.com/profile.php?id=100000028333655