سافرت مره إلى إحدى الدول الخليجية للسياحة كانت الغالبية العظمى لجميع سكان المدينة التي كنت فيها من السياح الأجانب, كنت في السوق في عجله من أمري أحمل أكواب الكابتشينو وكنت أتلفت أبحث عن أخي ولم أكن متيقظة لطريقي وإذا بي أصطدم بامرأة ثلاثينية وتنسكب أكواب الكابتشينو وكل ما معي عليها .. توقف تدفق الدم في عروقي وأصبت بانخفاض حاد في مستوى الرؤية بسبب محاولتي إغماض عيني عن الواقع فأنا في انتظار وابل من الشتائم وأشكال وألوان من أصناف الدعاء كما هو متعارف عليه عندنا. و إذا بها تبتسم وتقول be careful بل و ساعدتني على رمي الأكواب وودعتني مبتسمة , أخجلتني وهالتني عظمة هذه الأخلاق ..فقلما نرى كهذه الأخلاق بين أبناء وبنات المسلمين كنت أتخيل هذا الموقف مع جنسيه عربيه أو خليجيه حتما سيتغير السيناريو كاملا , تبادر إلى ذهني كلمات الشيخ محمد عبده حينما عاد من بعثته من أوروبا فقد زار أوروبا ورأى فيها قيم ومبادئ وأخلاق وإتقان للعمل. فقال(وجدت في أوروبا مسلمين بدون إسلام ووجدت في وطني إسلام بدون مسلمين )..هناك... تعلو وجوههم الابتسامة..وعلى النقيض إذا ابتسمت هنا في وجه أحد ؛ هي واحدة من أثنين يا (خبل أومشبه..) في اليابان عندما وقع الزلزال المدمر..لم تسجل أي حالة سرقه أو نهب..لم يتقاتل ويتدافع الناس للحصول على الماء بعد أن تسرب بخار مشع من محطة فوكوشيما كل واحد منهم أخذ حاجته اليومية وترك المجال لغيره ..لديهم التكنولوجيا ولدينا فوبيا التكنولوجيا فكل اختراع مستورد من الخارج ننظر إليه بعين الإفساد فنراهم شعب مفسد ومخرب للأخلاق فقط مع أن كنترول كل ما بحياتنا بأيدينا..عندهم البناء والأعمار بدأ بعد الزلزال بثلاثة أيام عندنا عروس البحر الظاهر ستغني (لي ثلاث سنين ما جاني خبر ) عندنا الشارع ما يخصنا مع أنه أبسط خلق أسلامي إماطة الأذى عن الطريق.... عندهم أسعار منتجات الأطفال هي الأرخص و عندنا ما فيه رحمه لا بكبير ولا صغير ولا فيه رقابه فالكل يضع الرقم الذي يروق له ويتماشى مع مصالحه...عندهم في الأعياد والمناسبات الخاصة هو الموسم المناسب للتخفيضات والهدايا والعروض وقد ينخفض سعر السلعة إلى النصف حتى تعم فرحة الأعياد على الفقراء قبل الأغنياء..عندنا بقدرة قادر الأسعار قد تزيد الضعفين والثلاث في وقت الأعياد والمناسبات والمكرمات الملكية!! ..فيزيد بؤس الفقراء فوق بؤسهم بؤسا.. لو رجعنا بنظره سريعة إلى بنود ميثاق الأممالمتحدة نجد أنه طبق الأصل لما هو موجود في القرآن الكريم وفي ديننا فلماذا يستأثر به غير المسلمين ونحن المسلمين في غفلة عنه..أنا حينما أتحدث أمتدح بعض الأخلاقيات لديهم..وما الضير في أن نكتسب منهم هذه الأخلاقيات الرائعة..فلا يحاول البعض الاصطياد في الماء العكر بوصف سلبياتهم فنحن نعرفها حقا ونعلم بأن نفسيتهم محطمة... لأنهم يعيشون بلا قيود وبلا دين...وأعرف أن لدينا ما ليس لديهم وأولها بر الوالدين وصلة الرحم وحسن المعاشرة بين الزوجين.. لكن أين جوهر الإسلام ومعناه الحقيقي الذي يستأثرون به ونحن في غفلة عنه أين الابتسامة..طلاقة الوجه..قضاء المعاملات..الصدق..احترام الوقت وإشارات المرور..نظافة الشارع..أمانة التجار..وتقديس الوعود الأمر أننا مجرد اسم مسلمين لكن روعة وجماليات الإسلام الحقيقي لا نراه بيننا..احترامي