ثمة عقول يبدو بأنها قد جمّدت الزمن عند حقبة زمنية كانت تحفظ صورة المسئول دون أن يحّرك المواطن المغلوب على أمره ساكنا إن كان قد ظلم أو أهدرت كرامته. بعض هؤلاء المسئولين بدأ يتمرد فوق كل الأعراف والأخلاقيات, ربما لم يدرك بان الزمن قد تغير وان أصغر مواطن اليوم من حقه أن يناقش ويحاور ويعرف كل صغيرة وكبيرة. ما لا يعيه جيدا هذا البعض أن منهج الشفافية الذي يتبناه الملك المصلح عبد الله بن عبد العزيز قد ضمن للجميع حق المشاركة في بناء وطن معطاء تحمله سواعد أبناءه دون مزايدة ودون أن يكون لأحد حق فرض الوصاية أو حق تكميم الأفواه . يسيء مسئولينا لولاة أمرنا من حيث يدرون أو لا يدرون وذلك عندما يسيئون في معاملتهم مع المواطن الذي ينتظر معاملة راقية تعكس ثقة ولي الأمر الذي لا يألوا جهدا في سبيل راحة المواطن , ولنا في أبي متعب خير دليل فالحب الذي يسكن شعبه ما كان ليكون لو لم يكن إنسانا عطوفا يخاف الله في مسئولياته التي أؤتمن عليها أسوق ما سبق بعد أن تناقلت الوسائط الإعلامية مقطعا مسجلا بالفيديو لأحد سفرائنا أثناء حديثه مع إحدى المواطنات بعد أن أشاح بوجهه عنها تعبيرا عن فوقيته المقيتة بلا خجل من نفسه ودون أن يتحلى بشيء من أدب الحوار كون أن هذه التي تتحدث معه امرأة من الواجب أن يستمع لها ويتعاطى الحديث معها بشيء من جبر الخاطر وتهدئة النفس وطمأنة البال , لكن العكس تماما أظهره المقطع الذي انزعج من وقعه الكثيرين ممن انتابهم امتعاض شديد بدا جليا من خلال الردود التي رافقت المقطع عبر اليوتيوب .. الأمر هاهنا لا يقف عند حد معين فالعديد من النماذج قد تصطدم بها من خلال الاحتكاك اليومي بمسئولين لا يعرفون معنى المسئولية إما بتهربهم من المراجعين أو بفوقية تعاملهم أو بإهمالهم أو بقراراتهم التعسفية أو العديد من التصرفات المشينة الأخرى التي تجبرك على رفع الصوت والقهر والوصول إلى ما لا تحمد عقباه ..بطبيعة الحال الدائرة لا تُغلق عند نقطة المسئول فقط فالمواطن قد يخطئ لكنني أشير إلى روح المسئولية وضرورة التعامل بشفافية تكفل لكل الأطراف الوصول إلى حلول وسط ..حتما لا يمكن الرضوخ للأساليب الملتوية التي يتفنن بها البعض ففي السكوت دافع للتمادي الذي يزيد من التأزم وحدة الضجر [email protected]