يحرص الكثير منا على التعرف على الآخرين ويبدل جهدا ووقتا طويلا في ذلك فيحاول التعرف بشكل جاد على زوجته وأصدقائه وزملائه وجيرانه فهذا أمر مطلوب ومهم، ولكن الأهم من هولاء جميعا تعرف الشخص على نفسه وذاته. قد يعتقد الواحد منا أنه يعرف نفسه جيدا حق المعرفه ولكن في حقيقة الأمر ومع أول إختبار حقيقي يفشل في معرفة ذاته ويكتشف أنه لايعرف الكثير عنها، بل لايعرف ماالذي تحب وتكره واليك الإختبار. لو ان الواحد منا رغب في أن يعدد خمسا من نقاط القوة في شخصيته وخمسا من نقاط ضعفه لوجد نفسه عاجزا عن ذلك ولوجد فيما يقوله كثيرا من عدم الوضوح واحتماليه كبيرة للجدل. والسؤال هنا هل فعلا إكتشاف الذات بهذه الصورة من التعقيد أم أن الأمر سهل ويسير، اليك بعض الطرق التي قد تساعدك لمعرفة ذاتك: -يمكنك معرفة ذاتك من خلال مرأتك الحقيقة الصادقة غير الخادعه وهذه المرأة هي صديقك، ولكن صديقك الصدوق غير المجامل الذي يكشف لك خفايا الأمور ويصارحك في كافة جوانب شخصيتك السلبيه قبل الإيجابية. -ليقف كل منا مع ذاته وقفة صادقة وليبتعد عن غروره وليتعامل مع ذاته على أنها شيء غامض وتحتاج فعلا الى إكتشاف حقيقي وعديد من الجلسات ومزيد من الوقت، "وقت التصالح مع النفس والثقة بالنفس". -بالرغم من أن أسلوب المقارنة إسلوب ظالم للنفس وغير دقيق الإ أنه لابأس من إستخدامه في معرفة الذات حينما يحتاج الواحد منا لتقييم نفسه في حال تشابه الظروف والمعطيات من خلال مقارنتها مع شخص أخر لمعرفة مواطن الضعف والقوى. والسؤال الأخر المهم هل معرفة الذات أمر هام أم أنه شيء ثانوي نستطيع أن نتعايش مع هذه الذات دون الخوض في خفاياها وإسرارها. لعل من أهم مشاكلنا في هذه ألايام هو عدم معرفتنا بذواتنا ، فتجد الواحد منا على سبيل المثال يعمل في وظيفة ما لا تلائم نقاط قوته وضعفه ، بل لوتعرف على ذاته من البدايه وأعطاها حقها من الإختيار ولم يفضل حق المجتمع عليها لما قبل بهذه الوظيفة ولوجد نفسه في مكان آخر. آخيرا........نعم لثقافة معرفة الذات ، والجلوس مع النفس وإعطائها حقها ، فلقد أقسم الله تعالى بالنفس اللوامة فقال" لاأقسم بيوم القيامة ، ولاأقسم بالنفس اللوامة ". وهنا معنى جميل يجب الوقوف عنده والتمعن فيه. سورة القيامه : آية 1،2.