[frame="2 90"][SIZE=4][ALIGN=JUSTIFY] إن الإنسان على ظهر هذه البسيطة بفضل ما وهبه الله من تفكير وإبداع سخر جميع الإمكانات لصالحه وروض جل أدوات التقنية أو ما تسمى ب ( التكنولوجيا ) لخدمة البشر كافة وقد جال فكري حول إحدى الإبداعات التي تميز بها الإنسان وتوقف عند الحاسوب ( الكمبيوتر ) حقاً إني لفي عجب من هذا الاختراع فقد جمع الخير المحض والشر المحض واحتضن النقيضين في إناء واحد . وسأدلف إلى تقنية من تقنياته وهي خدمة ومقاطع الفديو أو ما يسمى ( اليوتيوب ) ، هذه الخدمة التي أقبل عليها الشباب بخيلهم ورجلهم ، تجد أحدهم ثنى ركبته وقلب ناظريه يمنة تارة ويسرة تارة أخرى لعل عينه تقع على مقطع ينهم منه نهمته أو مشهد يجد فيه سلوته ، وودت من خلال ما أسلفت أن أتناول القضية من جانبين : [COLOR=blue]الجانب الأول : إن هذه التقنية خدمت أهل العلم والدعاة وأهل الفكر والثقافة ورواد الخير بشتى أنواع العلوم والمجالات وحفظت لهم أطروحات وعبارات تكتب بماء العينين بل إن بعضهم من كان في عداد الموتى منذ عقود مضت وسخر الله من يبرز له أقوالاً تخدم الأمة وترفع من شأنه وهو تحت الثرى . والبعض الآخر على النقيض تماماً فقد سُجلت عليه عبارات وجمل أو مشاهد يندى لها الجبين ويشيب لها شعر الوليد يقذف بالسّم الزعاف الذي يفسد عقول النشء بِطرْقِ أبواب الشبهات والشهوات فلا تزيده إلا وزراً ووزر من تعلق قلبه وتغير فكره بها فشتان بين الفريقين . [COLOR=blue]الجانب الثاني : فأعني به أنت عزيزي الشاب المتلقي والباحث عن المشهد والمقطع فإني أهيب بك أن تحرص على ألا تقع عينك إلا على ما ينفعك في دينك ودنياك واحذر أن تبدأ الزلة بإصبعك السبابة فتروج لجوارحك الفتنة والشبهة والمشهد المحرم فترى ما لا يجوز لك رؤيته أو تسمع ما حرم عليك سماعه فإني أربأ بك يا أُخَيَّ أن تكون كالذباب الذي يتلقف كل شاردة وواردة واحذر ذنوب الخلوات ولا تترك العنان لفضولك وحب الاستطلاع بدعوى المعرفة والعلم بالشئ فإن النفس أمّارة إذا اعتادت على شئ استمرأته والكَيّس الفطن هو الذي يبحث عن معالي الأمور وأشرفها ويترفع عن سفاسفها فكن قوياً أمام نفسك واكبح جماحها وأنت تخلو بها وبين يديك جهازك لا يراك إلا علام الغيوب . أخي الباحث عن المقطع والمشهد استعن بالله على نفسك وسقها إلى الحق والفضيلة سوقاً تأتي إليك وهي راغمة مذعنة واعلم أن ما تراه أو تسمعه إما خير تؤجر عليه ويسجل لك أو شر ووزر يسجل عليك .