قناعات الإنسان ومعتقداته رغم كونها داخلية إلا أن لها انعكاسات انفعالية تظهر على سلوكياته وأحكامه. فتطلعاته ورغباته وطموحاته الكامنة داخل حنايا نفسه تفضحها اهتماماته حتى ولو حاول كتمانها في أحايين كثيرة حيث توجه مسارات مواقفه وتصرفاته وربما تسللت على تعابير وجهه . فمكنونات النفس وما يلزم منها وما ينتج عنها تحيط بالإنسان مشَكلّة حوله أشبه بالدائرة المتمايزة عن دوائر الآخرين. وتتنوع الدوائر المحيطة بالأشخاص على ضوء الدواخل قوة وضعفا ظلمة ونورا . فمنها التي تشابه في مادتها الخشب مصمته مظلمة منعزلة لا تقترب من أحد ولا يقترب منها أحد وحيدة لا تشارِك ولا تشَارك . وأخرى على نقيضها تشابه الزجاج لا تصمد في وجه المحن وقابلة للتحطم عند أضعف ابتلاء يُرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها لا تحتفظ بسر ولا تخفي أمر . وثالثة كالمطاط تحتفظ بما في داخلها فلا يرى وترضخ للدوائر الضاغطة عليها من كل اتجاه حتى تشارف على الانفجار . ورابعة كالصوف تتداخل مع الدوائر حولها حتى تتشابك خيوطها فتتعلق بها حتى تكاد تتمزق وربما تمزقت . وأشرف الدوائر من كانت كالنور الذي لا يدركه الناظر لشدة سطوعه وينير للدوائر الأخرى دروبها يُستلهم منها البذل و العطاء . كتبته: ريم بنت محمد الغويري.