قال خطيب مسجد في العاصمة اليمنية صنعاء، إن ميليشيات الحوثي أجبروه على ترك منبره، وإلغاء خطبة الجمعة، أمس، حيث ذكروا له: "أن المسجد أصبح في حوزتهم، وأن هناك خطيباً بديلاً". وأوضح شهود عيان وفقاً لصحيفة "أخبار اليمن"، أن صنعاء كانت حتى سيطرة الحوثيين عليها، مدينة متعددة المنابر، ونموذجاً للتعايش والتنوع، وما إن سيطرت الميليشيات عليها حتى باتت تواجه مصيراً ملفوفاً بكثير من المخاطر، ربما أخطرها على الإطلاق هو "قتل روح المدينة المسالمة، ذات التركيبة السكانية المتنوعة". وحسب الشهود العيان، فإن مسلحين حوثيين أجبروا الكثير من خطباء الجمعة على النزول من المنابر، واستبدلوهم بخطباء يتبعون الجماعة الشيعية، حيث داهم المسلحون جامع "الإمام الشوكاني" القريب من منزل الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، وأنزلوا الخطيب من منبره، واستبدلوه بخطيب آخر يتبع جماعة الحوثي، كما اقتحموا جوامع أخرى بينها: "الخير"، و"الحمزة"، وجامع "ذو النورين"، وسط وشمالي صنعاء. من جانبه، اتهم الصحفي اليمني، سامي نعمان، على صفحته بموقع (فيسبوك)، عبدالملك الحوثي، زعيم الحوثيين بالتأسيس لفتنة طائفية مقيتة لن تتعافى منها البلاد لعشرات السنين. وقال المحلل السياسي، غمدان اليوسفي، إن الحوثيين "يحاولون إيهام الناس بأنهم جاءوا لتلبية مطالبهم، لكنهم سرعان ما ظهر مشروعهم، والأخطاء المصاحبة له، وكل يوم ينكشفون أكثر". وأضاف في حديث لوكالة "الأناضول": "الحوثيون يستولون على المنشآت، ويقتحمون منازل خصومهم، ويفرضون مذهبهم في المساجد، وهذا يُظهر وحشية الخصومة لدى هؤلاء"، مشيراً إلى أنهم بدؤوا مشروعاً جديداً أسماه "مشروع طرد الخطباء واستبدالهم بخطباء مدججين بالمذهبية". ورأى "اليوسفي" أن حديث جماعة الحوثي عن الشراكة، ما هو إلا مجرد دعاية سياسية، ولن يتوقف الأمر حتى يحققوا أهدافاً ذاتية إقليمية ومحلية. وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، دعوة وجهها بعض سكان الأحياء التي فُرض خطباء جدد على مساجدها، إلى لقاءات لتدارس هذا الأمر، في حين قال شهود عيان، إن كثيراً من المصلين انسحبوا من هذه المساجد، وأبدوا عدم تقبلهم لاستبدال الأئمة. وسقطت العاصمة صنعاء، الأحد الماضي، في قبضة ميليشيات الحوثي، بعد سيطرتهم على معظم المؤسسات الحيوية فيها، ولاسيما مجلس الوزراء، ومقر وزارة الدفاع، ومبنى الإذاعة والتلفزيون، وتداول ناشطون عدة صور تظهر اقتحام الحوثيين للمساجد، ووضع شعاراتهم داخل المسجد، بل وصل الأمر إلى قيامهم بتحويل المساجد إلى أماكن لمضغ القات، وإلقاء النفايات، دون مراعاة لقدسية أو حرمة المساجد.