كشفت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، تفاصيل ما يجري تداوله حول منشآت حجرية ذات تاريخ قديم في حرة خَيْبَر بمنطقة المدينةالمنورة. وأكّدت الهيئة في بيان لها، أمس الاثنين، أن هذه المنشآت جزء من منشآت حجرية تتوافر بكثرة في أراضي المملكة اكتشفتها الهيئة منذ وقت مبكر جدًّا، وأجريت الكثير من الدراسات حولها، وهي تعود لفترة العصر الحجري الحديث التي تميزت بظهور بوادر الاستقرار البشري، ومعرفة الزراعة وتدجين الحيوان وتوافر الغذاء، وهذا النوع من الاكتشافات يضاف إلى سجل الجزيرة العربية الحافل بآلاف الحقائق العلمية الدامغة التي تبين تعاقب الحضارات على الجزيرة العربية. وأوضحت الهيئة أنها ومنذ وقت مبكر أجرت عددًا من الدراسات المتعلقة بالمنشآت الحجرية المتوفرة في أرض المملكة حيث قام عدد من الباحثين والأكاديميين بدراسة المنشآت الحجرية ومنهم الدكتور عبدالعزيز الغزي، والدكتور عبدالله الشارخ، والشيخ عبدالله الشايع، والدكتور سيد أنيس هاشم، وماجد السنيدي، كما قام الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري بدراسة المنشآت الحجرية في حرة خيبر في كتابه المعنون " خيبر الفتح الذي سر به النبي صلى الله عليه وسلم" وربطها بالمواد الأثرية التي وجدت على ضفاف أودية الغرس، وغمرة، والحفيرة، والقاع والتي يعود تاريخها للعصر الحجري القديم والعصر الحجري الوسيط. وتابعت الهيئة، في البيان، أن مسوحات التنقيب أظهرت أن المنشآت الحجرية تعتمد في بنائها على حجارة منتظمة وغير منتظمة وتوجد هذه المباني في أشكال فردية أو مجموعات كبيرة في أعالي الجبال وسفوح الأودية وكذلك في المناطق السهلية. وبحسب الهيئة فإن هذه المنشآت تكشف قدرة الجماعات البشرية على تأمين الاحتياجات المعيشية وتخزينها. وأوضحت هيئة السياحة أن المنشآت الحجرية تعتمد على مقاييس دقيقة في الغالب وأشكال هندسية متقاربة في الشكل ومختلفة في الأحجام والأطوال، فمنها المستطيل والمربع والدائري والمثلث وبعضها ينتهي بذيل طويل من الحجارة. وأكدت الهيئة أن الباحثين اختلفوا في بيان أسباب نشأة هذا النوع من المباني، ما أوجد عددًا من الآراء المختلفة حول إنشائها، منها ما يعتقد كونه مرتبط بدلائل وعلامات للطرق القديمة والموارد المائية، وربما تكون لأشخاص لهم قيمة اجتماعية في تلك الحقبة أو أن لها ارتباط بمعتقدات دينية.