كشف الفائز بالمركز الأول في مسابقة الملك عبدالعزيز لحفظ القُرْآن الكريم وتلاوته وتفسيره، أحمد بن عبدالعزيز بن إبراهيم العبيدان، في حواره مع "تواصل" أسرار حفظه لكتاب الله، ووصوله إلى هذه المرحلة من الإتقان والتميز، التي أهلته للفوز بالمركز الأول في المسابقة القُرْآنية الدَّوْلِيَّة بمكة الْمُكَرَّمَة، عازياً هذا التفوق إِلَى توفيق الله عَزَّ وَجَلَّ، ثم إِلَى برنامج الماهر لحفظ القُرْآن ببريدة. وقال "العبيدان"، إنه تأثر بتلاوة الشيخ محمد أيوب، والشيخ مشاري العفاسي، وبدأ حفظ القُرْآن في سن ال 14 من عمره، وأتم حفظه خلال عامين؛ وَهُوَ يطمح أن يواصل مسيرته في إِتْقَان مسار القراءات القُرْآنية. وَأَكَّدَ "العبيدان"، أن القُرْآن الكريم كان له أثر بالغ في تحصيله الدراسي والبركة في حياته، وجه نصيحة لمن حفظ القُرْآن أن يخصص يَوْمَاً للمراجعة، ويداوم عليه، ولمن لم يحفظ بعد أن يبدأ، ويصدق النية مع الله ليعينه على حفظ كتابه، وفيما يلي نَصّ الحوار مع "العبيدان": * نريد نبذة مختصرة عن العبيدان الفائز بالمركز الأول بالقُرْآن عَالَمِيّاً.. – أحمد بن عبدالعزيز بن إبراهيم العبيدان – 23 عاماً – تخرجت في جَامِعَة القصيم بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية قسم الشريعة. * متى بدأت حفظ الْقُرْآن وكم من الوقت استغرق حفظه كاملاً؟ – البداية الفِعْلِية كانت في عمر 14 سنة وحفظت القُرْآن في سنتين. * كيف حفظت القُرْآن.. مَا هِي طريقتك.. ومقدار ما تحفظه يَوْمِيّاً؟ – كل يوم أحفظ وجهاً كاملاً من المصحف الشريف، ثم أكرره بعد الإتقان 20 مرة إلى أن ختمت القُرْآن كاملاً ولله الحمد. * من أكثر من تأثرت بهم من الحفظة ومشاهير القراء وأنت تحفظ الْقُرْآن؟ – الشيخ محمد أيوب رَحِمَهُ اللَّهُ، والشيخ مشاري العفاسي حَفِظَهُ اللَّهُ. * من الشيوخ الذين تتلمذت على أيديهم وأنت تحفظ كتاب الله؟ – فضيلة الشيخ أسامة صالح المضيان، شيخ الحفاظ. أما مشايخ التجويد والأداء هم: الشيخ سامح أحمد سعيد الشيخ عبدالحكيم البديوي الشيخ عبدالرحمن العليان وشيخ التفسير: الشيخ محمد عبدالرحمن حسني. * ماذا عن حلقات التحفيظ التي التحقت بها؟ – بدأت الحفظ مع الشيخ أسامة صالح المضيان، في حلقة الشيخ عبدالله بن سلامة في بريدة، ثم التحقت ببرنامج الماهر مُنْذُ حوالي ست سنوات وأنا في عمر 18 عاماً. و"برنامج الماهر"، به عِدَّة مسارات للحفظ والإِتْقَان، وله مقر وَمُنْذُ حوالي عام تم فتح قسم للحفظ عن بعد. ودخلت برنامج الماهر وأنا غير متقن للحفظ، والتحقت بمسار الإِتْقَان، حيث اتقنت الحفظ وأرشدوني لأحد المشايخ، لتعلم التجويد وتصحيح التلاوة، إلى أن ختمت القُرْآن، وحصلت على الإِجَازَة قبل أربع سنوات، بَعْدَ ذَلِكَ التحقت في مسار التفسير، حفظ مفردات التفسير وغرائب المفردات، إلى أن ختمت كتاب التفسير المقرر. وكان لِهَذَا البرنامج الفضل بعد الله فيما وصلت إليه، حيث أعدني إعداداً جَيِّدَاً للالتحاق بالمسابقات حيث الاهتمام بالإتقان والتجويد والتفسير. * من أكثر شخص شجعك على حفظ كتاب الله.. وماذا عن دور الوالدين؟ – دور الوالدين والمجتمع والأَقَارِب مُهِمّ جِدّاً، وكلهم من حفظة كتاب الله ولله الحمد، وعلى رأسهم الوالد ربنا يحفظه ويبارك فيه. * صف لنا شعورك عندما ختمت الْقُرْآن؟ – أتذكر ذلك اليوم، كان مقرراً أن أقرأ آخر وجه في الحفل المقام في المجمع، الذي نحفظ فيه الْقُرْآن، وكان شعور الفرح الممتزج به حزن، شعور لا يوصف. * كيف تم اختيارك لمسابقة الملك عبدالعزيز لحفظ القُرْآن الكريم وتلاوته وتفسيره بمكة الْمُكَرَّمَة؟ – في المسابقة المحلية على جائزة الملك سلمان لحفظ القُرْآن الكريم في الرياض، ويرشح لها من كل منطقة، ويتم اختيار شخصين ونافسنا، وحصلت على المركز الأول على مستوى المسابقة؛ وبالتَّالي تأهلت للمسابقة الدَّوْلِيَّة التي أقيمت في مَكَّة الْمُكَرَّمَة. * كيف كانت أجواء المسابقة القُرْآنية الدَّوْلِيَّة؟ – عدد الدول المشاركة في مسابقة الملك عبدالعزيز لحفظ القُرْآن الكريم وتلاوته وتفسيره، حفاظ من أكثر من 80 دولة، وبعض الدول يوجد متسابقين حيث شَارَكَ أكثر من 120 متسابقاً تَقْرِيبَاً. والمنافسة كانت قوية جِدّاً أقوى منافسة مُنْذُ انطلاق المسابقة، بِحَسَبِ كلام لجنات التحكيم والفرق بين المركز الأول والثَّانِي والثالث فروق طفيفة جداً. * هل سبق لك الاشتراك في مسابقات قُرْآنيه أخرى.. وما هي الجوائز التي حصلت عليها من تلك المسابقات؟ – شَارَكَت في مسابقه دبي الدَّوْلِيَّة، وحصلت على المركز الثالث، وشارك في المسابقة 104 متسابقين، ومسابقة المغرب الدَّوْلِيَّة وحصلت على المركز الخامس، ومسابقة الأردن الدَّوْلِيَّة وحصلت على المركز الخامس، وشاركنا في مسابقة موسكو التي يعدها مسلمو روسيا الاتحادية، ووصل عدد المشاركين فيها ل 44 متسابقاً من 44 دولة وحصلت على المركز الرابع، وفي مسابقة الأردن والمغرب كان فرع القُرْآن مع التفسير، لكن مسابقة دبيوموسكو في القُرْآن فقط. * هل كان لحفظ القُرْآن والجهود الكبيرة المبذولة أثر على تحصيلك الدراسي؟ – بِفَضْل الله كان لحفظ القُرْآن أثر كبير من ناحية سرعة الحفظ والفهم والاستحضار، وملاحظ أن من يحفظ الْقُرْآن دَائِمَاً يكون من الأوائل في الدراسة، وأي شخص مبدع في مجاله ومتميز إذا بحثت في تاريخه ألفيته حافظاً للقُرْآن. الْقُرْآن يعطيك سرعة في استحضار المعلومات، وأَحْيَانَاً تكون ما استعددت جَيِّدَاً للاختبار يساعدك حفظ القُرْآن في الاستشهاد ببعض الآيات، أَحْيَانَاً يكون السؤال مَا هُو الدليل على كذا مثلاً فحفظ القُرْآن يساعدك. * مَا هِي الخطوة القادمة وطموحك الشخصي؟ – أكمل طريق الْقُرْآن، وانْطَلَقَ في مسارات القراءات. * هل من نصيحة توجهها لمن حفظ الْقُرْآن ليحافظ عليه من التفلت؟ – يسأل الله الإِعَانَة والتثبيت، ويضع له وقتاً معيناً لا يفرط فيه لمراجعة محفوظه، وأفضل الأعمال أدومها، لكن إذا يوم يراجع ويوم لا، وأُسْبُوع يراجع وأُسْبُوع لا، سيتفلت حفظه. *نصيحة توجهها لمن لم يبدأ حفظ الْقُرْآن بعد وهو قادر؟ – إذا أردت البركة في العمر، والصحة، والمال، والأولاد، وأن تيسر له الأمور لا تخطر على البال فعليه أن يحفظ كتاب الله، ومن يَقُول إِنَّ القُرْآن صعب فهو مكذب لكلام الله الذي قَالَ: "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ"، الإِنْسَان إذا صدق مع الله وبدأ وعلم الله صدق نيته سوف يعينه على حفظ كتابه.