روى الدكتور إباء جستنيه، المبتعث للولايات المتحدة، في تصريحات خاصة ل"تواصل" تجربته أثناء مناوبته بفريق الكوارث لمساعدة المتضررين من إعصار إيرما، وتجربته في العمل الإغاثي، والتي كانت بداية مثيرة لحياته العملية كطبيب أطفال، تعامل خلالها مع حالات معقدة، ومواقف مؤثرة، وقال إنها "تجربة لا يمكن أن أنساها اتخذت خلالها قرارات صعبة". في الحوار التالي يكشف الدكتور إباء جستنيه ل "تواصل" تجربته في العمل مع فريق إغاثة المتضررين من إعصار ايرما، وفيما يلي نص الحوار: * في البداية نريد نبذة تعريفية عن الدكتور جستنيه لتعريف القرّاء بك؟ – أنا طبيب أطفال معيد بجامعة الملك سعود، تخرجت في كلية الطب في 2010، ثم درست ماجستير الصحة العامة بالولاياتالمتحدة بجامعة Tufts، وبعدها التحقت بزمالة الأبحاث الإكلينيكية بمستشفى Johns Hopkins، ثم التحقت ببرنامج طب الأطفال بجامعة Tufts، وتخرجت فيها قبل عدة أشهر والتحقت ببرنامج زمالة طب طوارئ الأطفال بمستشفى ميامي للأطفال ثم جاء الإعصار". * منذ متى تقيم في الولاياتالمتحدة الأمريكية؟ – التحقت بالابتعاث فور تخرجي في كلية الطب عام 2010، وسافرت أمريكا، فأنا أعيش هنا منذ 7 سنوات للدراسة والتخصص. * هل كان إعصار إيرما بدايةً مثيرة لحياتك العملية وفي العمل التطوعي؟ – إدارة الكوارث جزء من تخصص طب الطوارئ، والبداية بالعمل لإغاثة متضرري الإعصار كانت مثيرة ومتماشية مع التخصص. * اروِ لنا تجربتك أثناء مناوبتك بفريق الكوارث بإعصار إيرما ؟ – المناوبة كانت لمدة 3 أيّام، الإرهاق كان شديداً جداً، والمستشفى مكتظ بالمرضى وأهاليهم، والكل يشعر بالخوف، والطعام شحيح جداً، خوفاً من أن ينتهي مخزون الطعام والماء مع طول فترة الإعصار والفيضان. * اذكر لنا أهم المواقف التي لن تنساها وأثرت فيك أثناء العمل؟ – بسبب الإعصار وفرض منع التجوال كانت لا تصلنا إلاّ الحالات الصعبة جداً، ومنها حالة طفل مصاب بالصرع، استدعت إدخال أنبوب تنفسي، وأخرى حادث سير بنزيف داخلي لطفل. ومن الفترات العصيبة، القرار بعدم الإخلاء خارج الولاية، خاصة أن والديّ، أبي وأمي، يزورانني الآن، وتم استدعائي لفريق الكوارث، ولأن منزلي قريب من البحر، اضطررنا أن نخلي المنزل بناءً على أمر حاكم الولاية، فنزل والديّ في فندق آمن، وكنت أنا في المناوبة. فأنا أسكن في مدينة ميامي بولاية فلوريدا في قلب الإعصار، وناس كثيرون خرجوا من الولاية خوفاً من الإعصار، لأنه إعصار كبير جداً جداً وقوي ويضرب الولاية كلها، ونحن قررنا نجلس لأنه لا توجد رحلات، كل رحلات الطيران كلها محجوزة، والطرق مزدحمة، وخشينا من شُح البنزين أن نسافر ونتورط فقررنا نجلس في فندق خارج المدينة. * وبخصوص الوضع العام الآن هل استقرت الأمور؟ وما أحوال المبتعثين؟ – الآن الأمور مستقرة ولله الحمد، اليوم رجعت البيت، الحمد لله وضعنا أفضل هنا بيوت كثيرة لكن لا يوجد فيها كهرباء أو ماء.