في قضية لم تشهد لها ألمانيا مثيلاً من قبل، تحقق السلطات الألمانية اليوم في قضية ممرض حكم عَلَيْهِ بالسجن المؤبد في عام 2015 ليتضح اليوم أن عدد ضحاياه حتى اليوم يراوح بين 90 و180 قتيلاً. وتكَشَفَت خيوط هذه القضية في العام 2005، حين فاجأته زميلة له وهو يحقن مَرِيضاً بعقار لم يصفه له الأطباء. وحكم عليه في العام 2008 بالسجن سبع سنوات ونصف السنة بِتُهْمَة الشروع في القتل. وأثناء مكوثه وراء القضبان، صار الممرض يقرّ لمعالجيه النفسيين في السجن عن جرائمه، متحدثاً عن خمسين من المرضى أودى بحياتهم؛ الأمْر الذي جعل السلطات تعيد فتح التحقيق، ليرتفع عدد الضحايا الذين يشتبه أنه أودى بحياتهم ليراوح بين 90 و180، وهم رقم قياسي في تاريخ هذا النوع من القضايا. وخلال المحاكمة التي جرت في مدينة أولدنبرغ، قدّم الممرض اعتذاراته لأَقَارِب ضحاياه، وشرح أنه كان يحقنهم بالجرعات الكبيرة من الأدوية ليوصلهم إلى حافة الموت ثم يظهر لنفسه قدرته على إنعاشهم مُجَدّدَاً، وأنه كان يفعل ذلك بدافع الملل. وقالت آرن شميدت رئيسة لجنة التحقيق "بعد تحليل 134 جثة مدفونة، وجمع مئات الشهادات، يمكننا أن نقطع بوقوع تسعين جريمة على الأقل، وهناك عدد مماثل يجري التثبت منه". وقالت دانييلا بوليمان المدعية العامة في المدينة إن الممرض "لا يذكر كل الحالات، لكنه في أكثر من ثلاثين حالة يذكر المرضى وكيف تصرّف" لقتلهم. وعمد الممرض نيلز هوغل إلى الإجهاز على ضحاياه بجرعات كبيرة حين كَانُوا في غرفة الإنعاش، ويشكّ المحققون في أن يتمكنوا من تحديد عدد ضحاياه بدقّة. وتلقي هذه القضية الضوء على الخلل في المؤسسات الصحية التي كان الممرض يعمل فيها؛ إِذْ لم يلاحظ النظام في أَي منها وجود مشكلة ما في هذه الوَفَيَات.