تشكل البدانة أزمة صحية خطيرة في كثير من الدول، وتشهد تصاعداً في العديد من الدول الصناعية المتطورة. ففي عام 2009 – 2010، كان 36% من الأمريكيين والأمريكيات يصنفون في خانة البدانة. ورغم شيوع العديد من التصنيفات والتعريفات للبدانة، يعد تعريف منظمة الصحة العالمية للمرض هو الأكثر شيوعاً وتقبلاً. تصنف منظمة الصحة العالمية مراحل البدانة كما يلي: المرحلة الأولى – زيادة الوزن – للذين يتراوح مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 25 إلى 29،9 كيلوغرام للمتر المربع. المرحلة الثانية – البدانة – يتراوح مؤشر كتلة الجسم بين 30 إلى 39،9 كيلوغرام للمتر المربع. المرحلة الثالثة – البدانة المفرطة – يزيد مؤشر كتلة الجسم عن 40 كيلوغراماً للمتر المربع. كما تتبنى بعض الجهات تعريف البدانة اعتمادا على النسبة المئوية للشحم في الجسم كما يلي: بالنسبة للذكور: نسبة الشحوم في الجسم أكثر من 25% (بين 21 و25% تعد الحد الفاصل). بالنسبة للإناث: نسبة الشحوم في الجسم أكثر من 33% (بين 31 و33% تعد الحد الفاصل). كما يتعين على الطبيب المعالج أن يقرر ما إذا كان المريض يعاني من الأعراض التي تتعلق بالبدانة بما فيها الأعراض التالية: أعراض في الجهاز التنفسي: توقف التنفس أثناء النوم، زيادة الاحتمال بالإصابة بالالتهابات التنفسية، زيادة الإصابة بالربو القصبي. زيادة احتمال الإصابة بالسرطانات: هناك علاقة بين البدانة واحتمال الإصابة بسرطانات الرحم والبروستات والقولون (في الذكور) والمستقيم (في الذكور) والثدي (في النسوة بعد سن اليأس)، والغدة الصفراء، والمعدة والجهاز الصفراوي، والبنكرياس والمبيضين والجهاز البولي وحتى الرئتين، إضافة إلى احتمال الإصابة بسرطان المريء وبسرطان الجهاز اللمفاوي. أعراض نفسية: التعرض للاستهداف الاجتماعي والإصابة بالكآبة. أعراض قلبية: أمراض الشرايين الإكليلية، ارتفاع ضغط الدم، تضخم البطين الأيسر، تضخم القلب الناتج عن أمراض الرئة، أمراض العضلة القلبية الناتج عن البدانة، تصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم في الدورة الدموية الرئوية الناتج عن البدانة. أعراض عصبية: الجلطات، زيادة ضغط الدم في المخ، وغيرها من الأعراض. أعراض تتعلق بالحمل والوضع: ارتفاع ضغط الدم المتعلق بالحمل، تضخم الجنين، وعسر الولادة. أعراض جراحية: زيادة مخاطر التدخلات الجراحية وزيادة احتمال الإصابة بالمضاعفات عقب هذه التدخلات بما في ذلك التهابات الجروح وذات الرئة وتجلط الأوردة والجلطات الرئوية. أعراض في منطقة الحوض: عدم السيطرة على التبول. أعراض في الجهاز الهضمي: أمراض الغدة الصفراء، أمراض الكبد، والتهاب المريء. أعراض تتعلق بالعظام: التهاب المفاصل، وآلام الظهر متعدد الأسباب. أعراض أخرى: داء السكري (من الدرجة الثانية) أمراض أخرى تتعلق بالشحوم، وتوقف الحيض والبلوغ المبكر، والعقم، وتكيس المبيضين، وضمور الخصيتين، والتهابات وأمراض الجلد المختلفة وزيادة نمو الشعر والدوالي وتورم الأطراف وصعوبة الحركة والعجز عن متابعة النظافة والصحة العامة. ما هي البدانة؟ تعريف البدانة يتلخص في ترسب كميات كبيرة من الشحوم في الجسم. تبلغ نسبة الشحوم في الرجال الأصحاء العاديين حولي 15 إلى 20%، بينما تبلغ في النساء بين 25 إلى 30%. ويعتمد مؤشر كتلة الجسم كقياس أكثر دقة لتعريف البدانة من نسبة الشحوم، وفي العموم، يتناغم هذا المؤشر مع نسبة الشحوم في معظم الحالات ولكنه يختلف عنه في الحالات التي يكون فيها مؤشر كتلة الجسم منخفضاً. ويتم تقدير مؤشر كتلة الجسم بتقسيم وزن الجسم على مربع الطول على أن يكون الوزن بالكيلوغرامات والطول بالأمتار. أما نسبة الشحوم فيتم التوصل إليها من خلال تطبيق معادلة دورينبيرغ التي تنص على أن نسبة الشحوم=1،2 في مؤشر كتلة الجسم + 0،23 في العمر – 10،8 في الجنس – 5،4 (العمر بالسنوات، والجنس 1 للذكور وصفر للإناث). عوامل تؤدي إلى مضاعفات بين المصابين بالبدانة: إضافة إلى كمية الشحم الكلية، تسهم العوامل المذكورة أدناه في زيادة المضاعفات التي قد يعاني منها البدينون: * توزيع الشحم في الجسم * مدار الخصر * السن التي يصاب فيها الشخص بالبدانة * الضغط في الجوف البطني ويُعرِّض البدناء أنفسهم للإصابة بالعديد من الأمراض والحالات، منها: * متلازمة التمثيل الغذائي * مرض السكري المكتسب * ارتفاع ضغط الدم * ارتفاع نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم * أمراض شرايين القلب * التهاب المفاصل * الجلطات الدماغية * داء الكآبة * أمراض الكبد غير المتعلقة بالكحول * العقم في النساء والعنة في الرجال * مخاطر الإجهاض * أمراض الغدة الصفراء * توقف التنفس أثناء النوم * مرض إرجاع الطعام من المعدة * بعض السرطانات ومنها سرطانات الرحم والثدي والقولون * الربو تأثيرات البدانة تشير دراسات عدة إلى أن للبدانة تأثيرات سلبية فيما يخص الإصابة بالأمراض والموت المبكر. فالشخص الذي يتراوح مؤشر كتلة الجسم لديه بين 25 و28،9 كيلوغراماً للمتر المربع معرض للإصابة بمرض شرايين القلبية بنسبة 1،72، ويتزايد هذا الاحتمال بزيادة مؤشر كتلة الجسم إلى أن يصل إلى 3،44 عند الذين يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم 33 كيلوغراماً للمتر المربع. وبوجه العموم، أثبتت دراسات بأن البدانة تؤدي إلى مضاعفة احتمالات الموت بأمراض القلب والدورة الدموية 4 أضعاف، كما تضاعف احتمالات الموت بالسرطانات. أما بالنسبة للمصابين بالبدانة المفرطة (مؤشر كتلة الجسم أكثر من 40 كيلوغراماً للمتر المربع) فإن أعمارهم قد تقصر بمعدل 20 عاماً للرجال و5 أعوام للنساء.