لم يتبق في الإجازة الصيفية سوى ساعات معدودة، ثم تبدأ سنة دراسية جديدة، حيث يستأنف الطلاب والطالبات العودة للمدارس، ويودعون فوضى الإجازة والسهر، وعدم التقيد بأوقات معينة للنوم، أو الطعام، والشراب، والسفر، ويبدءون مرحلة جديدة تتطلب كسر هذه الفوضى، في مطلع سنة دراسية جديدة تتطلب المزيد من القراءة والتحضير، والاستعداد اليومي للنشاطات الدراسية المتعددة. ويعد الجو الاجتماعي من أهم مقومات العملية التعليمية، فالعلاقة التي تسود بين الطلبة مع بعضهم البعض، أو بينهم وبين معلميهم وإدارة المدرسة، علاقة تساعد على نجاح العملية التعليمية، وهي لا تكتمل إلا بتوفر الأجواء المريحة البعيدة عن التوتر والقلق والاكتئاب والعنف والتذمر، من خلال بناء علاقة وثيقة بين المدرسة والأسرة والطالب قوامها الحرص على المصلحة العامة. وهناك عدة نصائح وإرشادات لتفادي المشكلات النفسية والاجتماعية التي قد يتعرض لها الطلاب مع بداية العودة للمدارس، كما يلي: أولاً: عدم التأفف والتذمر أمام الأبناء من المدرسة، والبعد عن التلفظ بألفاظ تؤدي إلى تكوين صورة سلبية للمدرسة، وترديد الكلمات التي تؤثر على صورة المدرسة مثل: "المدرسة بدأت وارتحنا منكم"، أو "يا ريت ما في عطلة خلينا نرتاح". ثانياً: تذكير الأهل للأبناء بأهمية المدرسة، وما توفره من مهارات وخبرات وفرص تعليمية ونشاطات إبداعية وألعاب ترفيهية، وبرامج مفيدة تشبع احتياجاتهم المتعددة في مجالات العلم والمعرفة والتقنيات والحاسوب والمطالعة. ثالثاً: الاستفادة من تجارب السنة الدراسية الماضية، وتفادي الأخطاء السلوكية أو التعليمية التي حدثت مع الأبناء، وتجاوزها ومنع تكرارها. رابعاً: استمرار التواصل مع الأبناء وتذكيرهم بالاستعداد والتحضير الدائم للدراسة، والقيام بالواجبات الدراسية المتعددة، واعتبار أن أول يلتحق فيه الأبناء في الدراسة مثل آخر يوم، وكل يوم في المدرسة هناك مهارات وتحضيرات وواجبات دراسية تختلف عن اليوم السابق، والتسلح بالحكمة النبيلة (لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد). خامساً: تعاون الأهل الدائم مع المدرسة (إدارة ومعلمين)، والتأكيد على الأبناء بالالتزام بأنظمة وتعليمات المدرسة، وعدم الغياب عن المحاضرات أو الامتحانات، واحترام المعلم والمعلمة، وعدم المشاغبة أثناء الحصة التعليمية، وبناء صداقات مع الطلبة قائمة على التعاون والتسامح والتكافل والتنافس الشريف في مجالات الدراسة. والتأكيد على دور المعلم في العملية التعليمية وتفاعله مع الطلبة، والاستماع إلى ملاحظاتهم، والتعامل معهم باتزان ولطف ومحبة، واستخدام وسائل تعليمية متعددة في شرح المناهج الدراسية؛ لضمان استيعابها من قبل الجميع ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب. سادساً: تذكير الأبناء بالمحافظة على ممتلكات المدرسة، واعتبار أن أي أداة من الأدوات التعليمية أو الخدمية الموجودة في المدرسة هي جزء من ممتلكات المنزل ومن ممتلكات الأسرة، ويجب المحافظة عليها، وعدم السماح لأي طالب في المدرسة بالقيام بتخريب المرافق والخدمات. سابعاً: حضور الأهل لمجالس الآباء والأمهات، وعدم التكاسل والتقاعس عن حضورها، فهي تزود الأهل بمعلومات ومهارات مفيدة في التعامل مع أبنائهم، وخاصة عن مواهب وإبداعات قد لا يعرف الأهل عنها، ويمكن تنميتها واستثمارها بشكل يعود بالفائدة على الأبناء والمدرسة والأسرة والمجتمع والوطن، فالمدرسة ليست مكاناً لتحفيظ النصوص وتعليم الكتابة والقراءة، فمهمتها بناء شخصية متكاملة للطلاب في مختلف المجالات الإنمائية والفكرية والإبداعية. ثامناً: الاستيقاظ المبكر وتدريب الأبناء على الاستيقاظ المبكر، والاستعداد للذهاب للمدرسة، وفي هذه الحالة نؤكد على ضرورة اتباع الأهل لمهارة فن إيقاظ الأبناء من النوم، ويفضل أن يكون الإيقاظ قبل ساعة من الذهاب إلى المدرسة، والابتعاد عن الصراخ والتهدد أثناء الإيقاظ، ويفضل أن يكون بطريقة ودودة. تاسعاً: تفقد الحقائب المدرسية باستمرار، والتأكد من خلوها من بقايا الأطعمة والسندويتشات، وقراءة الملاحظات التي يدونها المدرسون في دفاتر المذكرات، أو سجل الطالب الذي يعد من الطرق المتبعة في التواصل بين الأهل والطلبة والمدرسين. عاشراً: جلوس الأهل مع الأبناء ومحاورتهم، والاستماع إليهم وإلى ملاحظاتهم، ومتابعة تحصيلهم الدراسي أولاً بأول.