تولى الله عَزَّ وَجَلَّ تفصيل وتقسيم التركات وأصل قواعدها في كتابه الكريم، فيوجد بعض التركات قد تشكل على بعض الورثة، ومنها قسمة التركات العينية والتي يصعب تقسيمها بين الورثة كالسيارات والأثاث والمجوهرات والإِلِكْتُرُونِيّات وغيرها؛ لاختلاف قيمتها واستحالة تقسيمها بالتساوي بين الورثة. بل تجد أَنَّ كَثِيرَاً مِن الورثة يتحرج ويمتنع من طلب قسمتها وهي حق لجميع الورثة بلا استثناء، فآيات المواريث لم تقيد نوع الإرث بل تركت النص مطلقاً، فقال تعالى: (مما ترك)؛ أَي من جميع ما يتركه الميت من الأموال والحقوق والمنافع. وسوف أتطرق في هذا المقال إلى قسمة الأشياء العينية والتي يصعب تقسيمها بين الورثة وسوف أقسمها إلى حالتين: الحالة الأولى: فِي حَالِ وجد خلاف بين الورثة على قسمة الأشياء العينية فعليهم أن يتوجهوا إِلَى محكمة الأحوال الشخصية ليقوموا بتسليم القاضي محضر جرد الأشياء العينية وأوصافها وحالتها، وإحضار ما يثبت ملكية بعضها كالسيارات والمعدات، ويقوم القاضي بمخاطبة قسم الخبراء لتقييمها وإِمْكَانية قسمتها والاستعانة بالخبراء المختصين لتقييم بعضها، وربما احتاج القاضي الكتابة إِلَى المرور، وبَعْدَ ذَلِكَ يقوم القاضي بالحكم بقسمة ما يمكن قسمته عند طلب الورثة، وبيع ما لا يمكن قسمته عبر المزاد العلني ويراعي القاضي الأصلح للورثة. الحالة الثَّانِية: فِي حَالِ اتفق الورثة على قسمة الأشياء العينية بالتراضي ورغب الورثة في إِثْبَات هذه القسمة أمام المحكمة للتوثيق، فللمحكمة أن تستجيب وذلك استناداً للمادة 70 من نظام المرافعات الشرعية والتي نصت على (للخصوم أن يطلبوا من المحكمة فِي حَالِ تكون عليها الدعوى تدوين ما اتفقوا عليه من إقرار أو صلح أو غير ذلك في محضر المحاكمة، وعلى المحكمة إِصْدَار صك بذلك) فيقوم القاضي بإثبات هذه القسمة ولا يحتاج الرجوع إلى قسم الخبراء ولا رفعه إلى الاستئناف، أما فِي حَالِ وجد من ضمن الورثة قاصر أو وصية؛ فلا بد من عرض القسمة إلى قسم الخبراء وطلب البينة على حصول المصلحة والغبطة لهم. في الختام، من تأمل الميراث رأى أمراً عجباً؛ فالله سبحانه فرض علينا الصلاة ولم يبين لنا عدد الركعات وتركها لرسول صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكذلك الزكاة وغيرها من الواجبات، أما الميراث فبين الله نصيب كل فرد وأحواله، فحذارِ من الاستهانة بأخذ ولو جزء من الميراث حتى ولو كان بخساً ويسيراً فبعض الناس يظنه هيناً وهو عند الله عظيم. دمتم بود….. الكاتب / عبدالعزيز بن صالح العجلان