دقيقة غالية… تلك التي يولد فيها هلال الخير.. هلال شهر رمضان المبارك, مؤذنا بميلاد شهر جديد, هو من أفضل شهور العام, ينتظره المسلم منذ رحيل هلال رمضان الماضي بشوق ولهفة المحب العاشق. دقيقة غالية.. ينتظرها المسلم حينما ينشق فجر يوم جديد من أيام الشهر الفضيل معلنا الامتناع عن كل ما أمر الله بالامتناع عنه, فيستجيب رغبة في الامتثال وطمعا في حسن الجزاء والثواب.. دقيقة غالية.. في شوق ومحبة يظللها هلال الخير تجتمع الأسرة على مائدة الافطار في انتظار غروب شمس ذلك اليوم بأمر من الله, ليحل ما كان محرما, وينال الصائم من الطيبات ما أحل الله له, وهو ما بين الامتناع والتناول يستشعر معاني العبودية لله رب العالمين.. دقيقة غالية.. تلك التي يقف فيها عبد الله بين يدي الله خاشعا متبتلا, في الصلاة, وما أروعها من لحظة يناجي فيها ربه ويكلمه بكلامه ويناجيه بتسبيحاته وأذكاره في صلاة ليست مفروضة, بل يقوم بها العبد رجاء المغفرة والرضا من الرب جل وعلا… دقيقة غالية.. حينما ينفض العبد الغبار المتراكم عن مصفحة..يعطره..يقبله..تدمع عيناه وهو يقلب صفحاته بقلبه قبل أنامله..يا لها من لحظات مرت دون أن يفتح كتاب الله!!..وها هو شهر القرآن قد جاء لنسعد بدقيقة غالية نقرأ فيها بتدبر وخشوع ونهجر هجر كتاب الله.. دقيقة غالية…وما أجملها وما أروعها من دقيقة حينما يضع المسلم صدقة فطرة في يد الفقير المحتاج, مستشعرا في ذلك حاجاته وفاقته, فيعود على نفسه بوجوب الشكر على ما أنعم الله به عليه من جزيل النعم التي لاتعد ولاتحصى.. دقيقة غالية…ينتظرها الصغير والكبير..الرجل والمرأة..دقيقة الفرح والسرور, حينما ينبثق هلال العيد…هلال شهر شوال..فيكون العيد, وأي عيد, إنه جزء صغير من الجزاء الذي منّ الله به على عبادة بعدما صبروا وجاهدوا أنفسهم وشهواتهم وتركوهم محبة في جناب الله سبحانه وتعالى.. إنه رمضان..إنه دقائق غالية..