... أيُّها الضيف تمهل... كيف ترحل؟! والحنايا مثقلات والمطايا تترجل! كيف ترحل؟ هل عتقنا؟! أم بقينا في المعاصي نتكبل؟! أيُّها الشهر الفضيل تمهّل خذ فؤادي حيث سرت، فحنيني يتنقل! أي فوز غير فوزك والأماني حين نقبل! بوح جميل، ونفحة رمضانية إنسانية من القلب وصلتني بالجوال من عزيز وغالٍ لديّ، أيقظت في نفسي أحاسيس شتّى، ومشاعر جيّاشة عن هذا الضيف السنوي، سيّد الشهور، فسالت المشاعر رقراقة: أيُّها الشهر ترفّق، فدمع الفراق تدفّق، وفؤاد المحبين تمزّق، عسانا بركب المقبولين نلحق، بالأمس تحرينا هلالك، واليوم نتحرّى هلال خلفك، وبين الهلالين، مضيت سريعًا، والأماني مثقلات، مضيت بين صيام وقيام ، وتسبيح وتلاوة قرآن، الجنة أمنية الصالحين، ومأوى أفئدة العابدين، دمعت العيون رغبة بها، واحترقت القلوب شوقًا لها ، فاللهم زينّا بالغفران، وثقِّل حسناتنا بالميزان، وأجزنا جنة ذات أفنان، وثبتنا بالتقوى والإيمان، المحبة أجمل ما حملته القلوب في رمضان، والتسامح هو أروع ما في المشاعر، والود يبقى عطر التواصل فلنهتبل فرصة هذا الضيف العظيم قبل رحيله، ولنجعل التسامح غذاء قلوبنا، والمحبة علاج نفوسنا، والرحمة سكن أرواحنا. ولنسأل أنفسنا بكل صدق وأمانة السؤال الذي يفرض نفسه علينا جميعًا ويدور في أذهاننا من رمضان لرمضان: صحيح أن رمضان شهر واحد في العام، يدور فلكه مرة كل اثنى عشر شهرًا نعيش فيه روحانيات جميلة، ومشاعر راقية وإنسانيات عالية، لكن معظمنا ينفصل عنها أو تنفصل عنه هذه المثل مع فجر يوم العيد، ويعود الكتان كما كان، يضيع الوفاء ويذهب التقدير، وتأفل حوافز الخير وتنتصر نوازع الشر. فلماذا نفرط في مكتسبات رمضان.. وبعد أن نعيش شهرًا كاملاً (رمضانيين) نعود بعدها وكأن شيئًا لم يكن؟! هل العيب فينا، أم في إيماننا، أم في تطبيقنا لما اكتسبناه في رمضان؟! نسأل الله عز وجل أن يتقبلنا ويتقبل منا، ويعتق رقابنا من النار، ويخلّقنا بأخلاق رمضان في أنفسنا ومع الآخرين وفي كل نواحي حياتنا. ملاحظات رمضانية تلقيتُ خلال الأسابيع الماضية الكثير من ملاحظات القراء الكرام حول شؤون رمضان لهذا العام أوجزها فيما يلي: - لاحظ العديد من القراء، وخاصة الذين أكرمهم الله عز وجل بأداء عمرة رمضان الزحام الهائل غير المسبوق للمعتمرين حتى في وجود المشاريع العملاقة لتوسعة الحرم المكي الشريف؛ ممّا يؤكد الحاجة الماسّة لتقنين أعداد المعتمرين أسوة بما تم في تقنين اعداد الحجيج، فالحشود البشرية بالملايين، والزحام المروري الهائل، والضغط على الخدمات في مكةالمكرمة يدعو لتحديد أعداد المعتمرين حتى تتم شعائر العمرة على خير ما يرام للمعتمر والمواطن معًا فالجميع في خدمة الحاج والمعتمر. - نبّه بعض القرّاء إلى أن درجات الحرارة العالية والأجواء الحارة المتوقعة في الأعوام المقبلة تؤكد ضرورة إكمال تكييف بقية أجزاء الحرم المكي الشريف أسوة بتكييف التوسعة الحديثة للحرم. - أجمع الكثير من القرّاء على عدم الرضا عن الدراما الرمضانية التلفزيونية التي قدمت على الشاشة الفضية وخاصة الدراما السعودية منها. - اشتكى كثير من القرّاء من ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الغذائية في رمضان، وأنها في منحنى تصاعدي، ودعوا إلى مزيد من مراقبة الأسعار، وحماية المستهلك من البضائع منتهية الصلاحية، والغش التجاري. * رسالة: كل عام وجميع القرّاء بخير وسعادة ورضا وقبول، جعل الله عز وجل أيامكم كلها أعيادًا.