تشهد أسواق التمور هذه الأيام إقبالاً كبيرًا من المواطنين والمقيمين، الذين يحرصون خلال شهر رمضان المبارك على اقتناء أجود أنواع التمور، وسط توفر كميات كبيرة من التمور من مختلف مدن ومحافظات المملكة المنتجة للتمور ومنها: المدينةالمنورة، القصيم، الأحساء، بيشة، الخرمة، تربة، ورنية. وبالرغم من انتشار أنواع التمور، الرطب، والسكري، والمفتل، وعجوة، والصفاوي، والمبرومة، والسري، والمجدولة، والرشودية، والشلبي القصيمي، وبرمي المدينة، ونبتة علي، وتمر اللبانة، وروثانة القصيم، إلا أن تمر عجوة من المدينةالمنورة تصدر حجم الإقبال من المشترين متراوحة أسعاره ما بين 15 إلى 35 ريالاً للكيلو الواحد، فتمور سكري القصيم متراوحة ما بين 15 إلى 30 ريالاً، ثم تمر الرطب الذي تراوح سعر الكيلو الواحد منه ما بين 15 إلى 45 ريالاً. فوائد صحية أوصانا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نبدأ بها فطورنا في رمضان، فعن سلمان بن عامر- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة، فإن لم يجد تمرا فالماء، فإنه طهور"، رواه أبو داود والترمذي, ولا شك أن وراء هذه السنة النبوية المطهرة إرشاد طبي وفوائد صحية، وحكماً نظيمة، فقد اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأطعمة دون سواها لفوائدها الصحية الجمة، وليس فقط لتوافرها في بيئته الصحراوية. حيث إنه عندما يبدأ الصائم في تناول إفطاره تنتبه الأجهزة، ويبدأ الجهاز الهضمي في عمله، خصوصا المعدة التي تريد التلطف بها، ومحاولة إيقاظها باللين، والصائم في تلك الحال بحاجة إلى مصدر سكري سريع، يدفع عنه الجوع، مثلما يكون في حاجة إلى الماء. ويعتبر من أسرع المواد الغذائية التي يمكن امتصاصها ووصولها إلى الدم هي المواد السكرية، خاصة تلك التي تحتوي على السكريات الأحادية أو الثنائية (الجلوكوز أو السكروز)؛ لأن الجسم يستطيع امتصاصها بسهولة وسرعة خلال دقائق معدودة، لا سيما إذا كانت المعدة والأمعاء خالية كما هي عليه الحال في الصيام. إحصائيات كشفت إحصائية لجهات استثمارية في مجال التمور، أن المواطنين يستهلكون نحو 30 إلى 45%، بما يعادل تقريباً 300 إلى 400 ألف طن، من إجمالي التمور المنتجة في المملكة خلال شهر رمضان المبارك، وتتوزع النسبة الباقية على 11 شهراً خلال السنة. فيما كشفت أحدث الإحصائيات الزراعية، أن إنتاج المملكة من التمور يمثل 14% من إجمالي الإنتاج العالمي، و6.3% من إجمالي كمية وقيمة الصادرات العالمية للتمور أواخر عام 2009، فيما بلغت نسبة الاكتفاء الذاتي للتمور في المملكة 105% عام 2010. وتحتل المملكة المرتبة الأولى على مستوى العالم، في متوسط استهلاك الفرد السنوي من التمور؛ حيث بلغ استهلاك الفرد 34.8 كجم/سنة نهاية عام 2006. وبلغت المساحة المزروعة بالنخيل 162 ألف هكتار عام 2010، فيما بلغ إجمالي قيمة إنتاج التمور في المملكة 8 مليارات ريال، تمثل حوالى 19% من الناتج المحلي الزراعي والمقدر ب41,5 مليار ريال نهاية عام 2010، فيما بلغ إجمالي صادرات المملكة من التمور 248 مليون ريال تمثل 2,3 % من إجمالي قيمة الصادرات من السلع الغذائية المقدرة 10752 مليون ريال. أسعار متفاوتة وعن الأسعار، قال بائعو تمور: "إن الأسعار تختلف حسب طلب العميل فهناك الأسعار تبدأ من 10 ريالات للمغلفة منها حتى تنتهي ب470 ريالاً للجالونات الكبيرة والتي تفضل غالبا للعوائل مستهلكي التمر، يكثر الطلب على السكري والخلاص والسكرية الحمراء وحلوة بقعاء وحلوة جبه إضافة إلى الونانة". وأضافوا، "أن شهر رمضان يعد فرصة كبيرة للمتاجرة بالتمور؛ حيث يتطلب كل منزل وجود تمر داخله إضافة إلى أن بعض الأسر تفضل إخراج بعض صدقاتها من خلال توزيع التمر على الصائمين؛ ما يزيد الإقبال علينا، ويحقق أرباحاً جيدة".