يمثل التمر أو الرطب جزءا أساسيا من غذاء أهل الخليج قديما، ولا تستغني أكثر البيوت الخليجية عن وجوده، خصوصا أنه غذاء متكامل العناصر التي تمنح الطاقة والحيوية، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «بيت لا تمر فيه جياع أهله».. حبات ذهب أصفر، رطب تجود به النخيل في موسم الصيف الذي يعكس ألقها وروعتها. ومن عادة أهل المملكة عند الإفطار تناول التمر والرطب والماء، وهو ما يسمى (فكوك الريق)، وبعد وقت قصير من انتهاء اذان المغرب يرفع المؤذن صوته بالإقامة، فيترك الجميع طعامهم ويبادرون إلى الصلاة. ووفق تاجر التمور عبد الله الزميع فإن 95 في المائة من أنواع التمور المختلفة، تأتي من منطقة القصيم وعلى رأسها التمر السكري الفاخر (المجدول) والشقرا والونانة والصقعي ونبتة العلي والسكري، وأضاف أن السكري يشكل أكثر الأنواع انتشارا في السوق ويتكون من أنواع (السكري الرطب والمناصيف والمفتل). وذكر الزميع أن أهل المنطقة الوسطى يميلون للسكري في تقديمه للضيوف وإفطار رمضان، ولكنهم يحبون الخلاص وخاصة أهل البادية منهم، أما سكان المنطقة الغربية فيميلون لتمرة السكري، بالإضافة إلى زيادة الطلب على تمرة نبوت السلطان والسيف، وتمور المدينة عموما، أما قاطنو المنطقة الشمالية والحديث للزميع فيميلون في شهر رمضان والأيام الأخرى إلى تمرة (حلوة حائل والجوف). وفيما يتعلق بأكثر التمور شعبية في المملكة، قال الزميع إن الخلاص والسكري هما المفضلان في جميع مناطق المملكة، مؤكدا في الوقت نفسه على أن السكري والبرحي والصقعي يحتويان على سكريات عالية، لذلك تجد كبار السن والمصابين بالسكري يتناولون تمر المكتوم لتدني نسبة السكر فيه، مشيرا إلى إقبال المقيمين خلال شهر رمضان على الرطب السكري والبرحي والسلق والمكتوم. وطالب الزميع المسؤولين بإيجاد خطة وآلية لفتح تصدير (التمر السكري) إلى خارج المملكة، وعن جودة التمور قبل شهر رمضان أشار الزميع إلى تدني إنتاج التمور الجيدة السنة الماضية، بسبب الصقيع الذي طال مزارع النخيل وكانت أسعاره عالية، ولكنه يستطرد بالقول «هذه السنة التمر أطيب إن شاء الله وأسعاره معقولة تبدأ ب 130 للشبك، وهو السعر الذي أقرته البلدية وتنتهي ب 240 ل 7 كيلوات». وتحدث المقيم فتحي هيثم أن أسعار التمور هذه السنة متذبذبة، أما بالنسبة لجودتها فجميعها تبدو جيدة، وأضاف: أفضل في رمضان السكري في مائدتي. أما المواطن صلاح محمد فيرى أن مواطني المملكة يفضلون الخلاص على جميع التمور لمذاقه وحجمه، وقال «من خلال تجوالي في سوق التمر لهذه السنة لاحظت اختلاف نوعية التمور عن السنة الماضية من حيث الجودة والسعر والتنظيم، مشيرا إلى أن أجمل شيء في شهر رمضان العبادة وأن تبدأ إفطارك بتمرة. من جهتها، قالت أم سالم إحدى المتسوقات في سوق التمر أنها تنتقي عند شرائها للتمر والرطب الأفضل منها، لأن التمور بشكل عام تحتاج للتأني عند شرائها. وأضافت «أحرص في شهر رمضان على تناول التمر كأول طعام يدخل إلى معدتي وخصوصا تمر المكتوم والبرحي». يذكر أن السعودية تعد من أكثر دول العالم إنتاجا للتمور، حيث تبلغ المساحة المزروعة 141 ألف هكتار تحتوي على 21 مليون نخلة يبلغ إنتاجها 884 ألف طن، ويشكل إنتاج وتصنيع واستهلاك التمور دورا بارزا في البنية الاقتصادية الزراعية بنسبة 13 في المائة من الناتج المحلي. كما يوجد في المملكة ما يقارب من 70 مصنع تمور تستوعب ما يصل إلى 90 ألف طن من إجمالي إنتاج التمور، أي نحو 9 في المائة من إنتاج البلاد، ووفق التقدير فإن حجم الطلب على التمور هذا العام يفوق العرض بمراحل.